لا أعرف لماذا ما زلنا مصرّين على البقاء في دائرة «الكلاسيكية السياحية» رغم أن كل ما يدور من حولنا وما تعرضت له سياحتنا يتطلب منا التفكير «خارج الصندوق» وصولاً لتنويع منتجاتنا السياحية، فـ"البترا» مثلا تضررت من تراجع السياحة جراء الاحداث من حولنا، فما البديل؟
الإبقاء على مفهوم السياحة بالبترا جامداً ومقتصراً على قدوم السياحة ونزولها من الباص والتجول لمشاهدة الآثار والمبيت ليلة واحدة امر يجب ألا يستمر، وعلى المفوضية والقائمين على السياحة هناك ان يخرجوا من عباءة الكلاسيكية والذهاب الى التنوع بالمنتجات السياحية بدلا عن جرد واعلان «الاحصائيات المحبطة» التي باتت تخرج علينا كل يوم لتشرح أمراً بات للجميع معلوما جراء الأحداث الاقليمية.
التنوع في «المنتجات السياحية» امر مهم واستغلال البترا كاحدى عجاب الدنيا السبع اكثر اهمية، فلماذا مثلا لا يكون هناك أو نفكر باقامة «مهرجان البترا السينمائي» ويكرم فيه ابرز نجوم العرب والعالم امام خزنتها ما يحدث زخما سياحيا اثناء المهرجان وبعده؟!.. ولماذا لا يكون هناك مهرجان غنائي فني بالبترا يتولى اقامته القطاع الخاص ويستضيف ابرز النجوم والفنانين والموسيقيين؟!
مثلا لماذا لا تفكر المفوضية بعقد «المؤتمرات» العلمية والسياحية والثقافية وحتى السياسية منها وخاصة ان مثل هذه المؤتمرات تشهد زخما بالحضور والاقامات في الفنادق، ولماذا لا نعمل «تلفريك» في البترا كما عملنا في عجلون؛ علما بأن التلفريك بالبترا سيكون ساحراً وجاذباً للسياحة الاجنبية والعالمية، والاهم ان نذهب سريعا لاقامة عروض تحاكي حقبة الانباط على طول جولة السائح هناك.
انا شخصيا مؤمن تماما بسياحة المهرجانات واقامتها لجذب السياحة من ورائها وأجدها بديلا جيدا بحال غابت السياحة التقليدية، ومن هنا فالنصيحة ليست للبترا فقط بل للعقبة ووادي رم وعجلون وغيرها، وعليهم ان يذهبوا الى تفعيل مثل هذا النوع من السياحة التي تجد رواجا محليا وعربيا وعالميا ولها عشاق يلاحقون كل النجوم الذين يحبونهم.
خلاصة القول؛ السياحة مهمة في تخفيض البطالة وتشغيل الشباب والقطاعات بدليل ان محافظة العقبة كانت من اقل النسب بالمملكة بنسب البطالة تلتها المحافظات التي تنشط بها السياحة تدريجيا، ما يجعل من تفعيل وتنويع هذا القطاع الحيوي امرا بغاية الاهمية واولوية الاولويات وتتقدم على جذب الاستثمارات، لهذا يجب ان ننوع في منتجاتها وان نستهدف المهرجانات واقامتها حتى وان كره الكارهون.