استكمالاً لمقالة أمس/الأربعاء, التي جاءت تحت عنوان: «جو بايدن» خلف الاسوار.. أربع سنوات من «العُزلة", نُضيء اليوم على ما يشبه «سيرة ذاتية/ أو بروفايل سياسي الأبعاد» للرئيس الأميركي المُتفاخر بصهيونيته/جو بايدن, منذ فوزه في العام/1972 وهو إبن الـ"29» عاما ًمن عمره, بمقعد في مجلس الشيوخ, مُتحدِياً السيناتور/جيه كالب بوغز (جمهوري من ديلاوير)، الذي قضى فترتين عضواً في مجلس الشيوخ. لكنه ورغم نجاح حملته «جزئياً", من خلال اللعب على «فارق السِنً» الذي بلغ «33» عاما، بين بايدن البالغ 29 عاماً, والسيناتور بوغز البالغ 62 عاماً. فإنه/ بايدن ألحقَ هزيمة بمنافسه الجمهوري بفارق «أقل من 3 آلاف» صوت, عندما تولى منصبه في عام 1973 كـ«أحد أصغر» أعضاء مجلس الشيوخ في تاريخ الولايات المتحدة.
وإذ نشرَ موقع قناة (RT) الروسية ترجمة باللغة العربية, لتقرير نشره موقع جريدة (The Post) الأميركية, تحت عنوان:» سرِقة وعُنصرية وتلاعُب وتحرّش».. 5 عقود من حياة بايدن السياسية المليئة بالإثارة في سطور. فإن تفاصيل العقود «الخمسة» هذه, من حياة رئيس الولايات المتحدة رقم/46. تزيد من القناعة بأن بايدن هو آخر مَن يحق له البروز, كمدافع عن الحريات والقِيم الأخلاقية وحقوق الإنسان, وغيرها من المواعظ والثرثرة الأميركية التي لا تتوقّف, والمحمولة على نظرية «الاستثناء» الأميركي, وثقافة «تفوّق» الرجل الأبيض العنصرية.
تاليا تبرز تناقضات بل انتهازية مواقف «السيناتور بايدن», إذ كان بايدن، الذي تولّى لفترة طويلة رئاسة لجنة القضاء في مجلس الشيوخ، قد «أوصى» بشكل مُثير للجدل, بأن «يرفض» مجلس الشيوخ ترشيح الرئيس رونالد ريغان, لعضوية المحكمة العليا القاضي/ روبرت بورك في عام 1987. كذلك الحال ذاتها عندما تولى رئاسة جلسات الاستماع في عام 1991 بشأن ترشيح كلارنس توماس، وهو الأمر الذي وضع «مُساعدته القانونية» السابقة، أنيتا هيل، تحت التدقيق الشديد, عندما «زعمتْ» أن مرشح المحكمة العليا آنذاك» تحرّش بها جنسياً».
أما في عام 1994، فقد دفعَ بايدن بمشروع قانون فيدرالي «ضخم للجرائم»، والذي زعمَ المُنتقدون خلال حملته الرئاسية لعام/2020 أنه «ساهمَ في «السجن الجماعي للأقليات العِرقية في العقود الأخيرة». كذلك الحال عندما شغلَ بايدن أيضاٍ ــ على مدى 11 عاماً منصب رئيس أو عضواً بارزاً في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إذ وخلال هذه الفترة «دفعَ باتجاه التدخل العسكري الأميركي في البلقان»، فيما صوّت ضد حرب العراق عام 1991، لكنه وبحماسة صوّتَ لصالح حرب العراق عام 2002 (المقصود عام تصويت مجلس الشيوخ, وليس عام العدوان الأنجلو ساكسوني على العراق عام/2003..م.خ). أما في وقت لاحق، فقد وصفَ بايدن تصويته لصالح حرب العراق في عام/2002, بأنه «خطأ»، كما عارضَ الزيادة الناجحة للقوات في عام 2007.
هذا هو بايدن المُتحمِّس للحروب وعسكرة العلاقات الدولية, والمنغمس بحماسة في لوبيّات «حزب الحرب» بأذرعه المختلفة, سواء شركات السلاح والمُجمَّع الصناعي العسكري, ام خصوصا لدى جنرالات البنتاغون والأجهزة الاستخبارية المختلفة, ذات المخصصات الفلكية من مليارات الدولارات, ناهيك عن ما يُقارِب «ترليون دولار», هي مخصصات وزارة الدفاع الأميركية/البنتاغون للعام الجديد (تحديداً «895» مليار دولار).
أين من هناك؟
أطلقَ بايدن حملته الرئاسية «الأولى» في حزيران/1987، بعد منتصف ولايته الثالثة في مجلس الشيوخ. وقد كانت الحملة قصيرة الأجل، حيث «انسحبَ» من السباق خلال 3 أشهر، بعد أن (تم القبض عليه وهو «يسرِق» خطابا للسياسي البريطاني/نيل كينوك), خلال مُناظرة أولية رئاسية للحزب الديمقراطي في ولاية أيوا، كما ظهرت مزاعم بـ«السرقة الأدبية في الماضي». وفي مثل هذه الأيام... كانون الثاني من العام/2007، أعلنَ بايدن في برنامج «Meet the Press» على قناة NBC أنه «سيُحاول", للمرة الثانية الوصول إلى البيت الأبيض. لكن حملته الانتخابية، التي ركّزتْ على خطته لـ«تقسيم العراق» إلى «عدة مناطق تتمتّع بالحكم الذاتي»، وخبرته الممتدة لـ 36 عاما في مجلس الشيوخ، «فشِلتْ» في اكتساب الكثير من الزخم. كما تعرّض لانتقادات شديدة بعد أيام قليلة من انطلاق حملته, عندما أشار إلى المُرشح المُنافس باراك أوباما باعتباره/قال بايدن عن اوباما: (أول رجل أميركي من أصل إفريقي, ينتمي إلى التيار الرئيسي، وهو رجل فصيح وذكي و«نظيف وذو مظهر لطيف»). وعلى الرغم من «الخطأ العنصري», الذي ارتكبه بايدن أثناء حملته الانتخابية، «اختاره أوباما» كمرشح لمنصب نائب الرئيس في آب/2008، حيث شغلَ بايدن المنصب, طوال فترة رئاسة أوباما التي استمرت ثماني سنوات (على فترتين).
«بروفايل» غير ُمُكتمل, لكنه أضاء على شخصية الرئيس (اللاحِق), المُغرم بالحروب, بثقافة عنصرية وسرقات أدبية وتلاعب, وانغماس في قضايا تجارية وأخرى ذات أبعاد وتحرشات جنسية.
kharroub@jpf.com.jo