من هي زخاروفا ؟ ومن هو أسامة المقصود هنا ؟ ومن هو زيلينسكي ؟ وكيف و لماذا تم ربط هذه الأسماء بعضها ببعض ؟ لكن من يتابع السياسية ومنها الروسية ، و تنظيم القاعدة الإرهابي ،و الأوكرانية – كييف ، سيتعرف على الإشارات و التلميحات المستهدفة هنا أكيد . و المعروف هو بأن العقيدة العسكرية الروسية تختلف تماما عن العقيدة العسكرية الأوكرانية للعاصمة " كييف " المرتكزة على التيار البنديري المتطرف . وتشبيه روسي واضح و بليغ لعقيدة القتال الأوكرانية بعقيدة تنظيم القاعدة ، بينما لا تستهدف روسيا نظام " كييف " مباشرة و على مستوى الشخوص السياسية ، و لا تستهدف المواطنين الأوكران في الجناح الغربي من أوكرانيا في الوقت الذي يصادق فيه جناحها الشرقي و عبر صناديق الأقتراع ، نجد بأن نظام " كييف " السياسي بقيادة الرئيس فلاديمير زيلينسكي يستهدف المواطنين الروس أينما تواجدوا ، و يمارس الأغتيالات للصحفيين الروس و لجنرالاتهم العسكريين . ومن الممكن هنا للجانب الروسي مقارنة بالجانب الأوكراني المحارب ضده بسلوك إسرائيل نسبة و تناسب بحكم روابط المد اليهودي – الصهيوني مع فارق انغماس إسرائيل بالنازية و حرب الإبادة في حربها في غزة و لبنان و بشكل مؤسف ردا على حادثة السابع من أكتوبر 2023 المحدودة الأثر و الهدف ،و المختلف على صداها إقليميا و عالميا ، وهي التي عبرت عن الضمير الفلسطيني و قضية فلسطين العادلة .
و زخاروف ، هي ماريا الناطقة الإعلامية بإسم وزارة الخارجية الروسية ، متشددة في مساندة الموقف الروسي من الحرب الأوكرانية التي بدأت من " كييف " و لم تبدأ من موسكو ،و التي هي مؤامرة بريطانية – أمريكية مشتركة اشترك فيها الغرب مستثمرين حراك التيار البنديري المتطرف وسط الثورات البرتقالية و انقلاب " كييف " عام 2014 . و أسامة بن لادن ، هو مؤسس و أمير تنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان في الأعوام 1988-2011 ، واشتهر إسمه في أحداث 11 سبتمبر 2011 ،و قتل في باكستان في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما . وفلاديمير زيلينسكي هو رئيس أوكرانيا منذ عام 2019 بنسبة أكثر من 73% ، وهو فنان كوميدي ،و منتج مسرحية خادم الشعب عام 2015 ، و لعب فيها دور الرئيس إلى أن أصبح رئيسا بالفعل ، إلا أن مدته الرئاسية انتهت و مدة برلمان بلاده " الدوما " أيضا ، و يحكم نصف بلاده الان بواسطة الأحكام العرفية ،و المعروف هو بأن إقليم القرم ، و إقليمي " الدونباس – "لوغانسك و دونيتسك " ،و زاباروجا و خيرسون صوتوا عبر صناديق الأقتراع لصالح الأنضمام لروسيا الأتحادية . و تشبيه زيلينسكي الرئيس من قبل زاخاروف بأسامة بن لادن سببه اقدام نظامه السياسي على التطاول على المواطنين الروس عبر المسيرات و الصواريخ الغربية الصنع ،و اغتيال الصحفيين الروس و في مقدمتهم داريا غودينا ،و جنرالات عسكريين روس و من بينهم إيغور كيريلوف .
و المعروف أيضا هو بإن نظام زيلينسكي الذي بدأ الحرب مع روسيا و بالتعاون مع " الناتو " لتحقيق أهداف الغرب بديمومة الحرب الباردة و سباق التسلح ،هو من أضاع سيادة بلده أوكرانيا الذي كان من الممكن المحافظة عليها عبر اتفاقية " مينسك " ، و الحوارات المباشرة مع موسكو ،و عبر تركيا .و لم يتمكن نظام أوكرانيا الغربي من تحقيق أي نتيجة عسكرية ناجحة في حربه على روسيا ،و أقحم نفسه في مغامرات هجومية باءت بالفشل وفي صدارتها عملية " كورسك " التي لامست القرى الروسية الحدودية التي يقطنها كبار السن . و المراهنة على قدوم الرئيس الأمريكي دونال ترمب بتاريخ 20 / يناير / 2025 كبيرة لأنهاء الحرب الأوكرانية عبر وقف المساعدات المالية و العسكرية عن " كييف " العاصمة ، و الدفع بها لحوار مع موسكو يفضي لسلام تقبل به روسيا المنتصرة و" كييف " الخاسرة .و السلام الروسي – الأوكراني و الغربي المنشود تفرضه أحداثيات المعركة و الجانب الروسي المنتصر .
ومن يعود لملف الحرب الأوكرانية ، يستطيع أن يلتقط اشارات حقيقة الحرب و عدالة الموقف الروسي وسطها ، فإتفاقية إنهيار الأتحاد السوفيتي 1991 منعت على الدول المستقلة التحالفات المعادية ،ومنها مع حلف " الناتو " ، ومادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 سمحت للجانب المعتدى على سيادته مثل روسيا الدفاع عن النفس ، و كان بإمكان الحورات الروسية – الأوكرانية المباشرة أن توصل لنتيجة سلام مرضية ، و كذلك إتفاقية " مينسك " ، و مفاوضات تركيا . و روسيا دولة عظمى فوق نووية السلاح ،و لديها قوة نار تفوق ما يملكه " الناتو " مجتمعا ، و هي متقدمة جدا على مستوى السلاح التقليدي ومن بينه صواريخ " أريشنيك " الفتاكة .وكل هجوم أوكراني عسكري عبر المسيرات و الصواريخ الغربية الصنع تقابل من قبل روسيا بمثلها و أقوى . وفي نهاية المطاف سلام ضعيف خير من حرب مدمرة ، و الكلام هنا يشمل الغرب أيضا .
عندما كان الاتحاد السوفيتي حاضرا ، كانت العائلة السوفيتية حاضرة ، ومن درس هناك ، أو عمل ، أو عاش ، لابد له أن لاحظ بأن المكون السوفيتي كان واحدا ، و لم يفرق أحدا بين عرق و أخر . وتحقق وقتها أكبر نصر للسوفييت في التاريخ المعاصر في الحرب العالمية الثانية عام 1945 و بمشاركة محدودة من قبل بريطانيا و أمريكا ، و نجحوا معا في تأسيس أمم متحدة تلغي الحروب و إلى الأبد ،و تقدم القانون و السلام عليهم ، لكن نزعة السيادة و الزعامة رافقت الغرب ، فترسخت الحرب الباردة و سباق التسلح كذلك ، وشكل قصف اليابان بالسلاح النووي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية خطأ استراتيجيا لا يغتفر ، ولم يستخدم السوفييت قنبلتهم النووية منذ اختراعها عام 1949 رغم استخدام الأميركان لها عام 1945 . وفكك السوفييت حلفهم العسكري " وارسو " ، بينما أبقى الغرب بقيادة أمريكا على حلفهم " الناتو " ، و يعملون على نشره شرقا .
و الان اعتمدت روسيا الاتحادية بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين استراتيجية عسكرية نووية جديدة قادرة على ضبط الحرب الأوكرانية المتعاونة مع " الناتو " و الغرب " ، بحيث تعتبر أي اعتداء أوكراني صاروخي بعيد المدى على أراضيها و بتوجيه من الغرب ، هو اعلان حرب روسية على الغرب نفسه ،و المعروف هو بأن روسيا دولة نووية عملاقة وتحتل الرقم 1 في مجاله ، و لاتضاهيها قوة نووية في العالم ، فلماذا تجريب قوة روسيا من طرف الغرب وهي المعروفة لديهم ؟ وهل يعتقد الغرب حصرا بوجود حضارات على الكواكب الأخرى حتى يجازف بحرب عالمية ثالثة مدمرة للحضارات و البشرية ؟ أليس السلام و التنمية الشاملة و التعاون أفضل مليون مرة من أية حرب واسعة مدمرة ؟ لقد أن أوان العالم أن يتمسك بالقانون الدولي و سيادته ،وهو الذي لا تخترقه روسيا كما يعتقد الغرب ،و إنما تلتزم به مثل الغرب و أكثر ، و للحديث بقية .