الفيصل في تحديد مستقبل الحكم الجديد في سوريا تحديد شخصية من يحكمها ونهجه؛ فإذا كان قائد هيئة تحرير الشام قد تخلى عن اسمه الحركي التنظيمي ابو محمد الجولاني وتحول إلى اسمه السوري الحقيقي أحمد الشرع فان هذا التغيير الاعلامي لم تتعامل معه بعض الدول المهمة في الإقليم بجديه فما زالت بعض الدول تراه ابو محمد الجولاني صاحب الأصول المتطرفة، وهناك دول تراه أحمد الشرع الذي انتقل بسلاسة من معسكرات التطرف والايديولوجيا إلى ساحة السياسة وفكر المصالح ورجل الدولة.
وهناك البعض يحب أن يعمق صورة الجولاني ابن التنظيمات التكفيرية لأن هذه الصورة تخدمه في التحريض على الحكم الجديد في سوريا ومنهم ايران وايتامها الذين يرون في أي نجاح للحكم السوري الجديد تكريساً لهزيمتهم الإقليمية وخسارة أهم جغرافيا كان المشروع الفارسي بوجهه الاقليمي يتمدد فيها عسكريّاً وثقافيّاً واقتصاديّاً وحتى في تغيير هوية سوريا السكانيّة.
من المبكر بل من الظلم أيضاً اطلاق الأحكام على ما يجري في سوريا وأداء الحكم الجديد لكن من حول سوريا وفي الإقليم من يريد سوريا الجديدة ساحة نفوذ له، ومن يريدها آمنة موحدة ومن يريدها مقسمة سياسياً وذاهبة الى الفوضى.
ما بين ابو محمد الجولاني واحمد الشرع مسافة ليست في اللباس واللغة والخطاب فقط لكنها مسافة تحددها بقية الفصائل التي تحكم سوريا اليوم وكيف تحكم الناس، وهل نحن أمام تحولات في كل الفصائل ام هو الوجه السياسي.
واضح ان الجولاني لم يعد مرغوباً من احمد الشرع وهذا امر ايجابي لكن المهم ان يكون أداء رفاقه يعزز مكانة احمد الشرع ولا يعيد مشاهد الجولاني خاصة أن بعض قوى الإقليم لا تحب احمد الشرع بل تفضل الجولاني بتاريخه..