مدار الساعة - دعا د عبيدات رئيس حماية المستهلك روؤساء الوزارات والوزراء والاعيان السابقين والحاليين ورجال الاعمال وشيوخ العشائر المشاركين في الإستعراضات التفاخرية الإعتذار عن المشاركة بهذه الإستعراضيات التفاخرية لأن مشاركتهم تعني أنهم يشجعون على إستمرار هذه الثقافة التفاخرية الإستعراضية والتي هي بالنتيجة النهائية تؤدي الى تدمير الحياة الاقتصادية للأجيال الحالية من الشباب والشابات بالإضافة الى أنها تعمل على ترسيخ عادات استهلاكية تفاخرية في مجتمع يتحكم بل يتعمق فيه الكساد يوماً بعد أخر. في نفس الوقت نجد أن مئات الألف من الأسر الأردنية ومن الطبقتين الفقيرة والوسطى لا تجد ما تسد رمق أولادها أو أبنائها بينما هؤلاء المنظمين لهذه المهرجات الإستعراضية التفاخرية يصرفون سنويا مئات الألوف من الدنانير على هذه المظاهر التي تهدد السلم الأهلي التي لا تدوم أكثر من ساعتين بينما الفقراء لا يجدون ما يأكلونه أو يشربونه ويعانون من الفقر والجوع والبطالة.
وقال الدكتور محمد عبيدات رئيس حماية المستهلك أن مقدار التقدم في أي مجتمع يبدأ بالتحليل المعمق لمكونات ثقافتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها وذلك للوقوف على مقدار الفرص المتاحة لتقدم عناصرها الثقافية والانتاجية.
كما دعا د. عبيدات حماية المستهلك النخب ومنظمات المجتمع المدني الى الابتعاد عن المظاهر السلبية الاستعراضية التفاخرية التي تترافق مع مناسبات الأفراح وذلك لما لها أثار سلبية وتكاليف مالية كبيرة تثقل كاهل أهل العريس وأهل العروس.
وأضاف د. عبيدات أن إستعراضات الفئات ذات النفوذ المالي والإجتماعي الإشهار لخطبة فتاه من الطبقتين العليا والوسطى تتصف بمظاهر إستعراضية مكلفة وتتعارض مع الموروث الشعبي والقيم الدينية والأخلاقية. ذلك أن مجرد خطبة أو عقد قران إثنان من الشباب يسارع أهل العريس والعروس الى ترتيب إحتفالات ضخمة واحدة للرجال والثانية للنساء وفي أماكن مكلفة ماليا من خلال القيام بحجز صالة واسعة للأفراح أو قاعة في فندق ما أو منتجع لإستقبال قائمة المدعوين الطويلة والمهيبة بهدف الإستعراض ولوجاهة الاجتماعية والفئة الحاكمة في البلاد.
وأكد د. عبيدات أن هذه العادات في الإستعراض الإجتماعي التفاخري والسلبي كنتيجة إجتماعية على وجوب أن تتوقف في مجتمعنا والإكتفاء فقط بحفلة واحدة للعروسين عند الزواج وكل ينفق حسب قدراته المالية وبدون اسفاف أو تبذير لأنها لا تتفق مع مبادى الإسلام و العادات والتقاليد العربية في هذا المجال
وقال د. عبيدات أنه وكشخص مختص بسلوك المستهلك منذ عدة عقود أن الواجب يحتم على من رؤوساء الحكومات أن يرفض المشاركة بهذه الإستعراضات التفاخرية لإشهار الزواج بل عليهم تقديم النصح والإرشاد لمن يهمهم أمرهم للإكتفاء بحفلة واحدة ألا وهي حفلة الزواج وكل حسب قدراته مع الإبتعاد عن البذخ والإسراف.
ودعا عبيدات وزارة الاوقاف وعلماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي في خطب أيام الجمع والاعياد الاسلامية والمسيحية الى حث المجتمع الاردني على الالتزام بتعاليم الأديان في أداب ومراسيسم الزواج وذلك للحد من الانحراف عن القيم والموروث الشعبي والابتعاد عن التكاليف الباهضة التي تثقل كاهل المتزوجين من الشباب والشابات.