أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الأردن وخارطة العام الجديد


سميح المعايطة
وزير سابق

الأردن وخارطة العام الجديد

سميح المعايطة
سميح المعايطة
وزير سابق
مدار الساعة (الرأي) ـ
سندخل العام الجديد ومعنا تفاصيل جديدة ومعالم مختلفة سياسياً وعسكرياً لاجزاء من منطقتنا، معالم وتفاصيل لم تكن تخطر على البال وليست في خيال من يقرأون الإقليم.
اليوم لدينا سوريا جديدة ليست فقط برحيل بشار الاسد ونظامه بل بمعالم مستقبل غامض تحاول اطراف عديدة رسمه أو التأثير في بنائه، لكنه مستقبل مؤكد فيه ان سوريا دخلت في مسار لو بدأت اليوم في مرحلة اعادة بناء الدولة وترميمها صحيا وتربويا واقتصاديا واعادة اعمار فانها ستحتاج الى سنوات طويلة جدا ومليارات الدولارات لن يدفع احد من المانحين منها قرشا دون ثمن من النفوذ والقرار او المصالح، وفوق هذا فان سوريا اليوم دولة منزوعة السلاح في منطقة فيها كيان الاحتلال صاحب الشهية الواسعة لابتلاع الارض والهيمنة، واذا كان نظام عائلة الاسد لم يقدم شيئا لاعادة الجولان منذ اكثر من خمسين عاما والتزم باتفاق غير مكتوب مع اسرائيل كان اقوى من كل المعاهدات فان الحكم الجديد ايا كانت نواياه تجاه الارض السورية المحتلة فانه سيحتاج عشرات السنين لاعادة بناء جيش ربما ستكون شروط اعادة بنائع تمنعه حتى من التفكير بالجولان.
ورغم الفروقات بين العراق بعد الاحتلال الاميركي عام ٢٠٠٣ وسوريا اليوم الا ان التأثيرات على فكرة الدولة وعناصر قوتها متشابهة في العديد من المفاصل، فإذا كان النفوذ الايراني في العراق صنع دولة موازية من الميليشيات الموالية جدا للحرس الثوري فان سوريا التي تحكمها اليوم فصائل ستجد الطريق صعبا للذهاب للدولة او التخلص من محاولات بعض الدول فرض هيمنتها عليها وتحويلها الى منطقة نفوذ اضافة الى الاستحقاق الذي ستواجهه سريعا عبر الضغط الاسرائيلي الذي يريد معاهدة سلام ستترك اثرها ان حدثت على هوية سوريا الجديدة.
سوريا الجديدة بلا نفوذ ايراني ولا مشروعها الطائفي ولا مصانع الكبتاجون لحزب الله والنظام لكن التغيير الذي تم له ثمن تسعى له كل الاطراف التي ساهمت به.
اما لبنان الذي لم يتعافَ من تتابع الحروب والاحتلال بانواعه فانه سيدخل صراعا جديدا لان خروج حزب الله من الجنوب عسكريا ومعه تراجع نفوذ ايران في الإقليم ولبنان لن يمر بسهولة فايران ستخوض معركة المحافظة على النفوذ في لبنان عبر المحافظة على نفوذ حزب الله السياسي ومحاولة اعادة بنائه، وهوية لبنان التي كانت تتشكل بالنفوذ السوري الايراني لن يكون سهلا تغييرها.
اما القضية الفلسطينية فانها في أصعب المراحل، فغزة محتلة وحتى لو تمت صفقة جديدة فهي صفقة تبادل وليست لانهاء الاحتلال، ونتنياهو الذي يشعر بنشوة الانتصار الاقليمي سيذهب مع حليفه الأفضل ترامب الى مشروع دفن الدولة الفلسطينية واستثمار كل المعطيات لإيجاد حل نهائي للقضية بلا دولة بل بكيان خدماتي للفلسطينيين.
السلطة في وضع صعب وحماس لا يختلف حالها عن السلطة وترامب سيكون في عجلة من أمره لإنجاز ملف القضية الفلسطينية ليتفرغ للصين وروسيا والاقتصاد الأميركي.
ولعل من اهم معالم القادم وجود دور سعودي كبير وفاعل على صعيد القضية الفلسطينية ليس فقط لأهمية السعودية وعلاقتها القوية مع ترامب بل لان فكرة الاتفاق الاميركي السعودي ستعود والملف الفلسطيني من اهم بنودها.
اما نحن في الاردن ففي المشهد الاقليمي معطيات ازالت عن كاهل الدولة الاردنية بعض الاعباء والمخاطر، لكن معطيات اخرى جلبت لنا تحديات جديدة، ولهذا فان الأجندة الاردنية تحمل اولوية كبرى وهي المحافظة على الدولة الاردنية وهويتها ومصالحها من تحديات قادمة من الغرب والشرق والشمال والاقليم، ومن مصالحنا الكبرى ما سيجري على صعيد القضية الفلسطينية، لكن على الأشقاء الفلسطينيين في السلطة وغيرها ان يكونوا في الصف الأول في مواجهة القادم فلسطينيا ونحن داعمون بصدق وقوة، ومؤكد انه رغم الحالة العربية فان هناك مهمة عربية يجب ان تكون، والسؤال الذي يواجهه الاردن: ماذا ستفعل في مرحلة ترامب يجب ان يوجه اولا للاشقاء الفلسطينيين ونحن السند لهم في دعمهم وحماية مصالحنا.
مدار الساعة (الرأي) ـ