يمثل الزخم الدبلوماسي الاردني الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني نهج عمل اردني حيال العديد من الازمات في المنطقة والمفضي الى ضرورة تجاوزها بكل اقتدار وتجنب ارتداداتها على أمن واستقرار المنطقة ما يجسد نموذج دولة الوسطية والاعتدال والسلام.
هذه النجاعة الدبلوماسية التي يتحلى بها الاردن لم تأت وليدة الصدفة او من فراغ بل للثقة الكبيرة التي يتمتع بها لامتلاكه رؤى ثاقبة ومستشرفة تحوي العديد من الحلول الفاعلة لتجاوز كافة التحديات وبالتوازي دبلوماسية وقائية لتجنيب المنطقة المزيد من الاكلاف الأمنية والإنسانية.
وفي هذا وحيال ما يجري في سوريا الان وهذه المرحلة الانتقالية والمفصلية وضعت الدبلوماسية الاردنية نصب عينها اهمية وضروة الوصول الى انتقال سياسي سلمي عبر البدء بحوار سوري سوري وطني جامع يشمل جميع السوريين دون اقصاء لاي طرف.
وجاءت اجتماعات العقبة لوزراء خارجية دول عربية واقليمية في اطار الدبلوماسية الاردنية الفاعلة والدؤوبة لحشد دعم دولي للتعاطي مع الازمة السورية وصولا لتحقيق الاهداف السامية والمتمثلة بحفظ امن واستقرار سوريا ووحدة اراضيها، وحقن دماء السوريين.
التواصل الفاعل والبناء المفضي الى تحقيق الغايات المرجوة كان سبيل الدبلوماسية الاردنية في اطار احداث اختراقات ايجابية تسند القضايا العربية عبر التواصل النشط مع مختلف الاطراف الاقليمية والدولية ذات الاشتباك بهذه الازمات بغية وضع الحلول لتجاوزها بسلام.
من هنا نبعت أهمية اجتماعات العقبة وصولا لوضع خارطة طريق للانتقال السياسي في سوريا بوجود الاطراف الاقليمية والدولية المعنية والتي اضفت اهمية كبيرة على مخرجات هذه الاجتماعات وذلك بتوافر ارادة حقيقية في اسناد الشعب السوري سياسيا وانسانيا وصولا لسوريا الجديدة الآمنة والمستقرة والموحدة وهذا مبتغى الاردن.
المطلوب اليوم الاخذ بالرؤية الاردنية القائمة على الاخذ بيد السوريين بعد سنوات من العنف والاقتتال عبر تقديم العون والمساعدة من كافة الاطراف الاقليمية والدولية وعلى رأسها الهيئة الاممية باحترام خيارات السوريين عبر حوار وطني جامع يكمن فيه الحل، لا الاقصاء والتفرد والاستهداف الذي سيعيدنا حتما الى مربع العنف من جديد لا قدر الله.
ختاما السياسة الخارجية الاردنية، تبقى تتحرك ضمن ثوابتها الراسخة ومواقفها الواضحة حيال القضايا القومية والعربية وتستثمر المكانة والثقة الكبيرة التي تحظى بها من خلال الاشتباك والتواصل الفاعل والناجز مع مختلف الاطراف وصولا لدعم واسناد الاشقاء فيما يواجهونه وهذه ترجمة حقيقية للدبلوماسية المحنكة والحكيمة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني.