أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

أبوخضير يكتب: مشاهير بلا قيمة.. ظاهرة تستحق التأمل


عبدالله وجيه ابوخضير

أبوخضير يكتب: مشاهير بلا قيمة.. ظاهرة تستحق التأمل

مدار الساعة ـ
في عصرنا الحالي، أصبح مفهوم الشهرة أكثر سعة وتعقيدًا مما كان عليه في السابق. حيث يتمكن الكثيرون من الوصول إلى الأضواء الإعلامية، ليس عبر إنجازات ملحوظة أو تأثير حقيقي على المجتمع، بل من خلال منصات التواصل الاجتماعي أو مواقف مثيرة للجدل أو حتى بسبب حياتهم الشخصية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل جميع هؤلاء المشاهير يستحقون هذه الشهرة؟ وهل يمتلكون قيمة حقيقية تضيف للمجتمع؟
لا شك أن هناك العديد من الأشخاص الذين حققوا شهرة واسعة على الرغم من أن محتوى حياتهم لا يقدم شيئًا ذا قيمة للمجتمع أو حتى للفن أو العلم. هؤلاء الأشخاص قد يصبحون في الواجهة الإعلامية بفضل تسليط الضوء على حياتهم الخاصة أو مواقفهم المثيرة، لكنهم يفتقرون إلى إنجازات ملموسة أو أفكار جديدة يمكن أن تساهم في تطوير الثقافة أو المجتمع.
مثال على ذلك، نجد العديد من “المؤثرين” على منصات مثل إنستغرام أو تيك توك، الذين يحققون ملايين المتابعين ليس بسبب موهبتهم أو ابتكارهم، بل بسبب ظهورهم المتكرر في مشاهد معينة تتعلق بمظاهر الجمال، أو أسلوب حياة مفرط في الرفاهية، أو حتى مقاطع فيديو تتسم بالاستفزازية. في بعض الأحيان، تصبح هذه الشخصيات مشهورة ليس بسبب محتوى ذي قيمة، بل بسبب قدرتهم على جذب الانتباه.
إن الانتشار الواسع لبعض المشاهير الذين لا يمتلكون أي قيمة حقيقية يساهم في تشكيل ثقافة سطحية، حيث يتجه العديد من الشباب إلى تقليد هؤلاء الشخصيات، متصورين أن الشهرة هي غاية في حد ذاتها. وهذا الأمر قد يؤدي إلى تراجع قيمة العمل الجاد والابتكار والتعلم، في مقابل التنافس على لفت الأنظار بطرق قد تكون سلبية أو غير أخلاقية.
علاوة على ذلك، فإن الانشغال بمشاكل أو قضايا هؤلاء المشاهير الذين لا يمتلكون رؤية عميقة أو أيديولوجية واضحة يمكن أن يحرف الاهتمام عن القضايا الأكثر أهمية في المجتمع، سواء كانت اقتصادية، سياسية، أو اجتماعية. وفي بعض الحالات، تصبح الساحة العامة مزدحمة بآراء سطحية ومتضاربة، مما يزيد من التشويش العام بدلاً من تعزيز الفكر والتطور.
قد يكون السبب وراء هذه الظاهرة هو النظام الإعلامي الذي يعزز من انتشار هذه الشخصيات. وسائل الإعلام، بما فيها التقليدية والتقنيات الحديثة، تميل إلى التركيز على الإثارة والدراما بدلاً من تقديم محتوى ذي مغزى. وعليه، يصبح المحتوى الجذاب الذي يعتمد على الإثارة أو الفضائح هو المسيطر، مما يمنح هؤلاء المشاهير منصة أكبر من أولئك الذين يسهمون فعلاً في تحسين المجتمع.
مدار الساعة ـ