تمكنت تركيا من إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا بعد ان فشلت تحالفات دولية في تحقيق ذلك خلال اكثر من عشر سنوات بسبب الدعم الروسي و الايراني للنظام.
هذا الإنجاز الذي حققته تركيا بأقل تكلفة ودون اراقة الدماء السورية او احداث فوضى بين التنظيميات والفصائل السورية لغاية الآن على الاقل، نتيجة تفاهمات وصفقات مع اصحاب النفوذ واللاعبين في الملعب السوري منحها اي- تركيا - العلامة الكاملة في قدرتها على إسقاط نظام رصدت له مليارات الدولارات وخلف الاف القتلى والمعتقلين وأكثر من7 ملايين بين نازح ولاجئ مما هيئها إلى دور قادم، كما جعل منها لاعبا رئيسيا في منطقتنا وزعيما للإسلام السني.
وبما اننا سنشهد شرق أوسط جديدا من حيت الجغرافيا والديمغرافيا بدأت ملامحه تتشكل فإنه سيكون لتركيا دور في ضبط اقاع الإسلام السياسي في المنطقة الذي يبدو أنه سيعود إليها من خلال سوريا لكن هذه المرة على الطريقة التركية.
فلن يعترض العالم وخاصة الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة من تسلم أصحاب اللحى مناصب قيادية في سوريا او ان يرى الحجاب كذلك، لكن على النهج التركي المتمثل بفصل الدين عن الدولة.
وبعد ان ضمنت الولايات المتحدة الأمريكية مصالحها في سوريا وتبديد المخاوف الإسرائيلية الوهمية من خلال تحويل سوريا إلى دولة منزوعة السلاح تقريبا لن تشكل اي خطر. على دولة الاحتلال، بغض النظر عن خلفية وعقلية وايدولوجية من سيتولى إدارتها مستقبلا فإنها ستتجه إلى المرحلة الثانية في مخططها وتقليم أظافر إيران والحد من نفوذها في العراق.
حيث يشهد العراق حراكا سياسيا ودبلوماسيا ملحوظا خاصة بعد إسقاط نظام الأسد الهدف منه على ما يبدو منع تهريب او تسلل عناصر ايرانية إلى سوريا وان تلعب العراق دورا في استقرارها وامنها هذا من ناحية.
اما الأخرى فان الغرب لم يعد يقبل اي نفوذ او دور ايراني في المنطقة ويهدف إلى انكفاء إيران بشيعتها داخل حدودها فقط.
وهذا الامر يبدو ان إيران قد فهمته جيدا مما يفسر عدم تدخلها في حماية او الدفاع عن بشار الأسد كما فعلت خلال السنوات الـ12 الماضية وأخذت تتراجع إلى الوراء حتى لا تتطور الامور ويدخل الدب إلى كرمها.
ومع ذلك فان الأمريكان لن يفوتوا الفرصة والحالة التي تمر فيها المنطقة بعد عملية طوفإن الأقصى التي استغلتها واستفادت منها دولة الاحتلال ايضا في تحقيق أهدافها لن يسمحوا - اي الامريكان- باستمرار اي نفوذ إيراني في العراق وسيتم اجبارها وحشرها في زاوية محددة لن تتجاوز حدودها.
هذا المخطط وما تخلله من اجراءات وتفاصيل وما ينتج عنه من غنائم سيكون حتما لتركيا حصة منها تتمثل بزعامة الإسلام السني لكن على طريقتها وكما يريدها الغرب.