الهدوء الذي يسبق العاصفة التوقيت المناسب للتحرك العسكري في أي مواجهة بين الأطراف المتنازعة، فالسابع من أكتوبر لم يكن تاريخ عابر ولا اختيار سطحي بل كان ضربة مُباغتة قامت بها المقاومة الفلسطينية ضد دولة اليهود تمهيدا لمعركة فاصلة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
هذه الضربة كانت مفاجأة لم يتوقعها أحد وهذا هو سر نجاحها بكل المقاييس العسكرية والاستخباراتية، فهي من أجل إرسال رسالة لليهود أن المقاومة الفلسطينية تريد حماية المسجد الاقصى بعد أن وصل الحال به إلى الذل والهوان على المسلمين.
وكذلك معركة السابع والعشرين من نوفمبر الماضي بين المعارضة السورية والنظام السوري التي أسقطَت فيها قوات المعارضة نظام الأسد الذي مارس نظامه بحق السوريين والمعتقلين لديه أبشع طُرق التعذيب والقتل التي لم يشهدها التاريخ.
هذه المعارك لا تقاس بالإمكانيات العسكرية ولا بالإمكانيات الاقتصادية فحسب، بل بالانتماء والولاء والصبر وثبات العقيدة، لأن النصر بهذه المعارك ليس بالسلاح بل بالصلاح، وهذه اهم أسباب ثبات وصمود المقاومة الفلسطينية أمام جيوش اسرائيل التي تكاد تعجز عن النيل من المقاومة وتحرير الرهائن منها.
اختيار المعارضة السورية لتوقيت بدء معركة التحرر واسقاط النظام السوري كان مفاجأة بحجم المعركة الذي تجاوز سريعا فيها انهيار قوات النظام وحلفائه جميع التوقعات، فبينما ظن أغلب المُحللين والخبراء أن هذه المعركة لتحسين ظروف التفاوض بين المعارضة والنظام، جاء رد المعارضة بأن استغلال هذا التوقيت نتج عن تغير موازين القوة في البلاد الأمر الذي دعى المعارضة لوضع بصمتها لتغيير شكل البلاد مع تغير الموازين، لأن النظام أصبح وحيدا في الساحة، يعاني من خلل بنيوي في مؤسساته الامنية والعسكرية والإدارية، لم يعد كما كان الكرت الرابح لحلفائه لذلك لم يتلقى منهم الدعم العسكري المعهود الأمر الذي أدى لسرعة انهياره وهروب قادته وجنوده من أمام المعارضة السورية المتعطشة لتغيير النظام في البلاد لبناء سوريا جديدة خالية من الظلم والاستبداد والفساد.
كلما تعمق النظام والاحتلال بالظلم والاحتلال اقترب الفرج وكلما زاد قتله وتعذيبه للأبرياء اكتسبت المقاومة والمعارضة لهذا النظام والاحتلال شعبية لتكون سر نجاحها لتجعل الظالم والمحتل يسير على مسار نهايته معتقداً انه على مسار نجاحه، فالأجيال الجديدة ستعمل على ازالة الظلم والاحتلال، فلا يعني موت المجاهد نهايته ونهاية قضيته بل على العكس، إنه عندما نال الشهادة انتصر وانتصرت قضيته.
رحم الله القائد المجاهد الشهيد بإذن الله تعالى ابا ابراهيم يحيى السنوار أحد ابرز رموز المقاومة الفلسطينية في العصر الحديث ومطلق فكرة طوفان الأقصى الذي ترجل مقبلا غير مدبر ليلحق بركب الشهداء الذي ضحوا بأنفسهم في سبيل القضية الفلسطينية المنتصرة في القريب العاجل إن شاء الله.