منذأن جلس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، دأبعلى استضافة رؤساء الكنائس في الأردن وفلسطين لتهنئتهم بعيد الميلاد المجيد ومطلع العام الجديد. هذا كان منذ عام 1999، أي منذ أول عيد ميلاد في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني.وفيما نحتفل باليوبيل الفضي لجلوس جلالة سيدنا، فإننا نحتفل أيضًاباليوبيل الفضي لهذا اللقاء السنوي الميلادي الذي بات يأخذ طابع الإجتماع السنوي المميّز والهام والضروري.
وكذلك بهذه المناسبة نحن نحتفل أيضًا هذا العام بـ25 سنة على إعلان عيد الميلاد عطلة رسميّة في الأردن الحبيب، ذلك أنه كان في البداية عطلة للطلاب المسيحيين، ثم تحوّل إلى عطلة مدرسيّة وجامعيّة، ثمّ تحوّل إلى عطلة رسميّة وطنية، منذ أول عيد ميلاد في عهد جلالة الملك.
إنّنا إذ نُحيي هذه الذكرى، نستعرض كل اللقاءات التي حصلت على مدار ربع قرن مع جلالة سيدنا وقد جرت معظمها في الديوان الملكي العامر، ثمّ في قصر الحسينية، ثم تمّ ترتيبها في بعض المدن الأردنيّةمن الفحيص، ومادبا، والكرك، والحصن.
تجتمع الأسرة الأردنيّة الواحدة حول قائدها وحول سيّد الدار، وتُلقى الخطابات في مختلف السنوات وهي تسير بحسب النسق العام وبحسب ما يجري في المحيط. ولكن على مدار هذه الأعوام تتأكد الثوابت الأردنيّة المتينة عبر التاريخ، وهي أولاً اللحمة الوطنيّة الأردنيّة التي يلتف فيها جميع المواطنين والسكان في الأردن حول القيادة الهاشميّة الحكيمة،وهي مناسبة لتأكيد الولاء والانتماء، من المسيحيين في الأردن،أي رؤساء الكنائس ورجال الدين والراهبات والمؤمنين،وكذلك المؤسّسات الإيجابيّة والعاملة في خدمة الأردن الحبيب، وبالأخص في مجالا? التربيّةوالتعليم والإقتصاد والعمل الخيري.
وثانيًا،ومنذ سنوات يحضر أيضًا، بالإضافة إلى رؤساء الكنائس في الأردن والقدس، رؤساء الدوائر الإسلاميّة سواء في الأردن أو فلسطين وذلك للتعبير أيضًا عن حالة العيش المشترك والتآخي والتلاقي والتلاحم بين المسلمين والمسيحيين.ونحن نعرف بأنه على مدار ربع قرن،صدّر الأردنالعديد من المبادرات ورعاها جلالة الملك، وهي تعكس النموذج الأردني الراقي في النظر إلى الدين كعلامة تقارب، ولم يكن أبدًاسبب خلاف أو اختلاف.
وثالثا، وفيما يختص بالقضية الفلسطينية، فهنالك تأكيد أيضًا على أن المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من فلسطين، وأنهم يتوقون مثل إخوتهم المسلمين إلى أيام الإستقلال والحرية والطمأنينة.وبلا شك هنالك إشادة دائمة بدور الأردن المحوري، سواء كان عبرالوصاية الهاشمية على المقدّسات في القدس الشريف، أو عبر ما يجري حاليًّا من دعوات متكرّرة من الجانب الأردنيّ لوقف إطلاق النار، وهي الدبلوماسية الأقوى التي تدعو دائمًا إلى هذا العمل المستميت من أجل وقف إطلاق النار وإعادة الحياة إلى طبيعتها، وهذا طبعًا يتطلّب جهودًا كبيرة جدًا.وهنال? أيضًا إشادة بدور الأردن الإنسانيّ عبر تسيير قوافل المساعدات البريّةبتنظيم من الهيئة الخيريّةالأردنيةالهاشميّة، أو عبر الإنزال المظلي والذي قاده في أول جولاته جلالة الملك المعظم، وتمّ إيصال المساعدات إلى الشعب الفلسطيني المنكوب والذي يتعرّض إلى إبادة جماعية يدينها العالم المتحضّر وتدينه كل الشرائع الدينيّة.
إذًا منذ ربع قرن، والأردن يشهد هذه الحالة من التآخي وتعزيز قيم العيش المشترك، وإن شاء الله يكون هذا الاحتفال باليوبيل الفضيلجلوس جلالة الملك وللعطلة الرسميّة في عيد الميلاد، واللقاء في بيت الهاشميين مع رجال الدين الإسلامي والمسيحي، حافزًا على تشجيع الأجيال المقبلة على الإحترام والحفاظ على هذا الإرث العظيم من المحبّة والتضامن والأخوّة الحقيقية التي يرعاها جلالة سيدنا حفظه الله ورعاه، وإلى يمينه قرّة عينه وقدوة الشباب الأردني الراقي، سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.