مدار الساعة - أطلق معهد السياسة والمجتمع ومركز عمران للدراسات الاستراتيجية، اليوم الأربعاء، كتابه الجديد بعنوان: "حرب الشمال: شبكات المخدرات في سوريا، الاستجابة الأردنية وخيارات الإقليم"، ويحلل الكتاب ظاهرة شبكات تهريب المخدرات المنظمة في سوريا، وتداعياتها الأمنية والسياسية والاجتماعية على الأردن والإقليم، بالشراكة من مركز عمران للدراسات الاستراتيجية.
عمل على تأليف الكتاب الباحث حسن جابر، المتخصص في الشأن السوري وقضايا الشرق الأوسط، موظفًا منهجيات التحليل الكمي والنوعي، بالإضافة لعدد مهم من المقابلات البحثية التي أجريت مع أكاديميين وخبراء أردنيين وسوريين ومن دول جوار سوريا، للسعي لفهم أكثر دقة حول قضية شبكات المخدرات ذات التعقيد الكبير.
يقدم الكتاب قراءة معمقة حول واقع شبكات تهريب المخدرات في سوريا، باعتبارها ظاهرة أمنية ذات أبعاد وديناميكيات إقليمية معقدة، حيث يسلط الضوء على تشكل هذه الشبكات منذ اندلاع الأزمة السورية سنة 2011، وما ترتب عليها من عوامل ساهمت في تبلور عدد ضخم من شبكات الجريمة المنظمة في سوريا. كما يبحث الكتاب في آليات الاستجابة الأردنية لهذه الشبكات العابرة للحدود، متناولًا الخيارات والبدائل الأمنية والدبلوماسية التي انتهجها الأردن للتعامل مع التهديدات الناجمة عن تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية – السورية.
خمسة فصول تُحلل قضية مؤرقة في حقل الأمن الدولي
يضم الكتاب بين دفتيه خمسة فصول رئيسية، تتناول مراحل نشوء وتطور شبكات المخدرات في الجنوب السوري، يليه التقاطعات السياسية بين النظام السوري السابق وهذه الشبكات، ومن ثم تحليل الاستجابة الأردنية عبر مقاربات أمنية ودبلوماسية، إضافة إلى تطوير بدائل إقليمية - دولية للتصدي للتهديدات المستمرة لمواكبة حجم التهديدات الكبيرة التي تخلفها شبكات الجريمة المنظمة.
ويخلص الكتاب إلى أن ظاهرة شبكات تهريب المخدرات في سوريا ليست مجرد تجارة غير مشروعة، بل إنها وسيلة وأداة سياسية واقتصادية تُستغل من قبل أطراف عديدة في ظل تراجع دور الدولة السورية ومؤسساتها زمن النظام السوري. كما يبرز الكتاب الدور الحيوي للأردن في مواجهة هذه الظاهرة، باعتباره خط الدفاع الأول عن المنطقة، مما يدعو لبلورة تعاون إقليمي عربي لمكافحة شبكات الجريمة المنظمة، وتحقيق الأمن الجماعي والتكامل الأمني.
وبحسب مؤلف الكتاب حسن جابر، فإن الدراسة تحلل وتوثق التحولات الأمنية في الجنوب السوري، وتقدم مقترحات قابلة للتطبيق واقعيًا لإيجاد إطار أمني عربي مشترك للتصدي لشبكات المخدرات، مع التأكيد على أن العمل الفردي في مواجهة هذه الشبكات المعقدة لا يكفي لمجابهة التهديدات العابرة للحدود.
استنتاجات وتوصيات
يشدد الكتاب على ضرورة التعاون الأمني الإقليمي، وإعادة تقييم الاستراتيجيات الأمنية والدبلوماسية، خاصة مع التطورات الأخيرة في آلية ووسائل عمل شبكات تهريب المخدرات، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لغايات غير مشروعة، وارتفاع وتيرة محاولات التهريب باستخدام أساليب متقدمة كالمسيرات والطائرات والمقذوفات.
وتأتي الدراسة في وقت حساس تشهد فيه سوريا تحولات كبرى لم تكن متوقعة وغير مسبوقة، ما يجعل من مكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات جزءًا من استراتيجية أمن وطني شاملة، تعزز الاستقرار في الأردن والإقليم.
وعلى هامش الاشهار عُقدت ندوة نقاشية بعنوان سوريا الجديدة: الديناميكيات والتحديات بمشاركة عمّار قحف مدير مركز عمران للدراسات الاستراتيجية والخبير والباحث السوري زيدون الزعبي والمستشار الأكاديمي لمعهد السياسة والمجتمع بدر الماضي.