أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

ارتفاع فاتورة الكهرباء.. أنت السبب


علاء القرالة

ارتفاع فاتورة الكهرباء.. أنت السبب

مدار الساعة (الرأي) ـ
يستخدمون مكيفاً أو أكثر للتدفئة وجلاية وصوبات كهرباء وكيزر 24 ساعة وعشرة شواحن تلفون وشاحن سيارة ومن ثم يتباكون ويشكون ظلم ارتفاع الكهرباء ويقارنون أسعارها بـ«دول نفطية» وكأننا في الأردن نولدها من الماء أو بالدعاء أو أن لدينا مخزوناً هائلاً من النفط والغاز ونخفيه عنكم، فلماذا تستغربون؟!
للأسف البعض ممن يحاولون التسلق على أكتاف المواطنين وهمومهم ينكرون باستمرار أننا «دولة فقيرة» في كل شيء من ثروة طبيعية (نفط وغاز) ومعادن وأموال حتى في المياه، وأننا دولة تتلقى مساعدات ومنحاً من اجل الاستمرار بالنمو وتحقيق الرفاه للمواطنين، ويحاولون ان يسوقوا بأن «الاردن دولة غنية ونفطية» لاجل اصطناع ارضية شعبويات للتسلق عليها وركوب موجتها واقتناص الفرص بالابتزاز.
هؤلاء أيضاً هم أنفسهم من يلعبون في كل عام وفي موسم الشتاء تحديدا على انغام «فاتورة الكهرباء» مستغلين ارتفاعها لاسباب تتعلق بالمستهلكين انفسهم والذين وبامكانهم الاستغناء عنها كما المكيفات للتدفئة واستخدام كل من وسائل التدفئة التي تعمل على الكهرباء والتعامل مع تشغيل سخانات المياه بالشتاء بمسؤولية، فما بالكم اذن بمن لديهم «مركبات كهربائية».
أنا شخصياً لا استغرب ان يخرج علينا مستهلك من أصحاب «الدخول الفقيرة» ليشكوا «ارتفاع الكهرباء» عليه بشكل جنوني لسبب واحد هو ان هذا المستهلك لا يستخدم كل هذه الكماليات وتؤخذ الشكوى على محمل الجد وتعالج ان لزم. أما ان يخرج المنظرون من كل صوب واتجاه للتنظير بان «ارتفاع الكهرباء» للجباية نسألهم لماذا لا ترتفع اذن بموسم الصيف؟
الحكومة وتحديدا بموسم الشتاء تقوم بما هو مطلوب منها فهي تدعم على مدار العام «اسطوانة الغاز» المنزلي المستخدم للطهي او للتدفئة بعشرات الملايين من الدنانير، وتدعم ايضا الكاز بملايين الدنانير وهذا ما يهمها لاجل توفير التدفئة للاسر الفقيرة والمتوسطة، غير انها غير ملزمة بان تتحمل «تكاليف رفاهيتكم» وسخانات المياه والمكيفات وشواحن المركبات وغيرها.
الاردن يعتمد في توليد الكهرباء على «الغاز الطبيعي» الذي قفزت اسعاره لمستويات تاريخية، غير ان تنوع مصادر الطاقة التي انتهجها منذ انقطاع «الغاز المصري» نأت بالاردنيين عن ارتفاع اسعار فواتير الكهرباء او الانقطاعات المبرمجة كما في دول كثيرة من حولنا، واستطاع تخفيض كلفتها على الجميع «وفق شرائح» تعتمد على استهلاك محدد.
خلاصة القول؛ إذا أردنا أن نقارن ظروف المملكة المالية ومديونيتها و"ارتفاع كلف» توليد الكهرباء عليها وتحديدا اننا دولة غير منتجة للغاز والنفط، سنجد ان اسعار الكهرباء في الاردن من الاقل بالعالم مقارنة مع الكثير من الدول التي تشبهنا بالظروف والامكانيات، ويكفينا فخراً وشكراً أن الكهرباء "لم تقطع" دقيقة واحدة عن الجميع رغم كل الظروف التي تعرفونها ويحاول الشعبويون انكارها لغايات الابتزاز.
مدار الساعة (الرأي) ـ