الرجولة والمسؤولية ركيزتان من مقومات البناء القويم للفرد والمجتمعات وهما من صفات الانسان على العموم وتتفاوتات من شخص الى اخر فالرجولة هنا ليست جنس الذكورة بما يرتبط من صفات وسلوكيات وادوار يتمتع بها الرجل دون المرأة .. فالرجولة التي اتحدث عنها هي مفهوم أعمق يتعلق بالشخصية والقيم والأخلاق والبذل والعطاء والتضحية والعدل والفداء وهي الصدق والأمانة والاخلاص ...
والرجل الحقيقي هو الذي يتحمل المسؤولية بشجاعة وتفان وايثار ... والمسؤولية هي جوهر الرجولة فالرجل المسؤول هو الذي يتحمل تبعات أفعاله واقوله وقراراته ويعي دوره في الحياة لا ان يختبىء دائما خلاف غيره فإذا ما انجزوا نسب ذلك لنفسه واذا ما اخطأ هو نسب اخطأه لهم فاقدا بذلك قيم الاحترام والصدق والأمانة لكنه يعتمد على قناع وجهه المريض بأمراض الحقد والحسد لغيره من المجتهدين ...
كما انني شخصيا اكره أولئك الذين يعيشون في الدنيا اذنابا تغلب عليهم طبائع الزلفي والتهافت على خيرات الأخرين بل وعلى مضرتهم وسرقة انجازاتهم ونسبها لأنفسهم .. ويحبون ان يعيشوا كالثعالب (الحاقده والماكره والحاسدة) تقتات على فضلات الابطال والكادحين وا كما هم المرابيين .... الرجل المسؤول لا يكون وضيعا متخندقا في مواطن الهوان بل انه يبتغي العزة والكرامة والصدق ... وعندما تكون عيونه الذر والهباء عندها يكون شخصا ساقطا ... .
ومن عناصر الرجولة ان يكون الرجل صريحا يواجه الناس بقلب مفتوح ومبادىء معروفة لا يصانع على حساب الحق بما يفضي من كرامته ولا يحيد من الصراحة في تقرير حقيقة ما....
الرجل المسؤول الذي يحيا في الحقائق لا يتاجر بالاباطيل والاكاذيب ويبث على الناس ـ وكم من سذجه يصدقون وهم غائبون عن تحليل مجريات الأمور ـ خاصة حينما يعلم مسبقا ان نجمه قد أفل وأفلس وحان الرحيل الى غير رجعة... وصراحة الرجال الاوفياء دليل ثروتهم من الأخلاق والشرف تغني اصحابها عن الدجل والتدجيل والاستغلال لقول الصدق في الفضاء الالكتروني الواسع.. وتقييم سيرته على ركائز ثابتة من الفضيلة والكمال... .
أبرز قيمة للرجل المحسن ورجولته يمثل تصويرا لرسوخه وشموخه عندما يسبق في ميراث الخير لا ميراث الكذب والدناءة التي تشربها والتمترس والصمت حينما يكون متنفعا... بل ويمارس التدليس على الناس وكأن الدنيا بعده ستكون في خراب وهو بحد ذاته الغراب الذي نعق على الخراب وظلم وتدمير الابرياء..
وهنا يجب ان تقترن الرغبة في تغيير القبيح وإصلاح الفرد والجماعة والمجتمع وان نبتعد عن مشاعر الشماتة وحب الأذى... حياتنا يجب ان تبنى على الحق والإصلاح الحقيقي فلا نقول الا حقا ولا نعمل إلا حقا "فالحق هو المصير" ... ولكن أولئك مزوري الحقيقة في ذهولهم خاصة حينما يفقدون سلطتهم يلجأون إلى تسلط الأكاذيب والاوهام على أنفسهم وحقيقتهم اولا ثم على الناس ويشردون إلى عالم كذبة انهم المصير ولا احد يفهم إلا هم ولا تدار الامور الا بهم... .
مسؤوليتنا تحتم علينا ان نمتلك صفات نبيلة تعكس مدى رغبتنا مع التزامنا بالصدق وهذا مقاصد الرجولة بأن نتحمل المسؤولية..
فالرجولة العدالة والانصاف وعدم الظلم وعليك ان تحسن إلى من أحسن إليك ولا تسيء إلى من أساء إليك وهي ان تحترم آراء الآخرين وتحترم وجهات نظرهم ولا تسرق حقهم وانجازاتهم وتنسبها لك...