أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الزيود يكتب: قياس مغالطي


د. عبدالباسط محمد الزيود

الزيود يكتب: قياس مغالطي

مدار الساعة ـ
ترددت في الكتابة في هذا الموضوع ، إلا أنّني عدت عن هذا التردد بعد أن رأيت أن بعض الوسائل الإعلامية و مواقع التواصل الاجتماعي قد حفلت بمادة ليست هينة تقوم بقياس ما كانت تشهده سوريا من انتهاكات لحقوق الإنسان و تعدٍ على كرامته و عرضه دون التفات إلى أدنى قيم حقوق الإنسان في بلده و معاييرها ، مع أن الدولة ، أي دولة ، معنيّة بحفظ كرامة الإنسان و عرضه و حمايته من أي شكل من أشكال التعدي عليه ، و يقيسون هذا بما تشهده المملكة الأردنية من تسامح و منسوب عالٍ من المحافظة على حقوق الإنسان و حفظ كرامته و صون عرضه و ممتلكاته !.
لعمري إن هذه المقايسة تقوم على مبدأ ليس بسليم ؛ ذلك أن المقايسة تجعل الطرفين على الصعيد نفسه ابتداء ثم تبدأ بالقياس و هنا وقع الخطأ ، فلا مجال للمقايسة بين نظام منفتح على كل مكوناته و يحترم حقوق مواطنيه و يتسامح حتى مع معارضيه ، و الشواهد لا تعوزنا في إثبات هذا ، و من باب التمثيل كلّنا ما زال يذكر كيف قام الملك حسين، رحمه الله ، بإخراج المعارض ليث شبيلات و مرافقته إلى بيت أمّه ، مع أنه كان محكوماً قضائياً .
لكنني وجدت أن هؤلاء الذين يقومون بهذه المقايسة ينقسمون على قسمين ؛ قسم يجري هذه المقايسة بحسن نيّة و هدفه إظهار ما في المملكة من حريّات و احترام للمواطنين و عدم وجود إجراءات انتقاميّة أو تعسفية في تطبيق القانون ، و القسم الآخر ينطلق من مبادئ إيدلوجيّة مسبقة تجعله يضخّم بعض الحالات الشاذة التي تنجم عن تعسف في تطبيق القانون و هي تحدث في كل دول العالم ، و هذا لا يعني الموافقة الضمنيّة عليها، و هي غالباً ما تخضع لمراجعة من لدن الدولة الأردنيّة عبر سلطتها القضائية و التنفيذيّة و إنصاف من وقع عليه ظلم و الشواهد على ذلك اكثر من أن تذكر !.
ينعم الأردنيون بنظام ملكي متسامح و منفتح على كل الناس و يستجيب لتطلعاتهم و يحاول الارتقاء بمستواهم المعيشي ضمن حدود إمكاناته المتواضعه و يسخّرها دون منّة منه عليهم لأنه يعي أن حقوق المواطن في العيش الكريم ليست منّة من الدولة ، و إنما هي من صلب مسؤولياتها ، فضلاً عن وجود أجهزة عسكريّة و أمنيّة راشدة يحكمها الدستور و القانون و تعي أن مسؤولياتها حماية هذا البلد و الذود عن حياضه و دفع العاديات عنه !.
مدار الساعة ـ