بصراحة لم تشهد البشرية طغياناً وإجراماً كما نرى في نظام الأسد البائد.. ف ما كشفته الأيام الماضية من هول وصدمة الطغيان والاستبداد على الشعب السوري لا يمكن تصورها ولا يمكن تخيلها أيضاً.
شاهدنا عبر القنوات الفضائية آلاف المعتقلين ليس منذ اندلاع الثورة السورية عام ٢٠١١ بل لسنوات طويلة تعود إلى سبعينيات العقد الماضي، وشاهدنا آلاف النساء والأطفال في معتقلات وسجون النظام وشاهدنا جثث المساجين ممن دفعوا أرواحهم في تلك المعتقلات وآخرين خرجوا فاقدين للذاكرة لا يعرفون اهلهم كما أن اهلهم لا يعرفونهم فملامحهم غيرتها جدران السجون وبطش الجلادين.
فظائع وجرائم واغتصاب وتنكيل وقصص يشيب لها الولدان ولا يمكن لعقل أن يتصورها وان تحمل الايام القادمة مزيداً من تلك الفظائع والمآسي.
ولا يمكن للذاكرة أن تنسى حرب الإبادة التي مارسها نظام الأسد ضد ثورة الشعب عام ٢٠١١ من قتل وتصفيه للمتظاهرين وقصف بالبراميل المتفجرة وقذائف الدبابات وصواريخ الطيران وغيرها الكثير من مشاهد العذاب التي ذاقها الشعب السوري إبان الثورة.
أما في الاردن فالفارق كبير وبعيد وصعب المقارنة، السجن عندنا لا يدخله "غير اللي بستاهله"، سجون الأردن لم نشهد حالة اعدام واحدة بسبب الرأي أو التعبير، لم نشهد حالة اختفاء مواطن دخل السجن، أو فقدان اخباره في المعتقلات، لدينا القانون هو الفيصل بين الدولة والشعب فالمحاكم تنظر في أغلب القضايا والجرائم حتى المتعلقة بالتجسس والإرهاب، الجميع أمام القضاء العادل وليس أمام دولة بوليسية.
هذه الكلمات التي أطلقها كصحفي ومحقق صحفي قديم عشت مراحل عديدة من حكم الملك حسين رحمة الله عليه وعشرين عاما او اكثر من حكم الملك عبدالله أقولها وبكل بصراحة: جلالة الملك وكل أحد تحت حكمه رحماء بالناس أكثر من الناس أنفسهم.
حقيقة هذه الكلمات سوف أقوم بنشرها في عدة مواقع كلمة حق، فوصية الراحل الملك حسين كانت وما زالت حاضرة باذهاننا، صحيح أننا لا نملك من الثروات التي يملكها جيراننا ولكن نمتلك كرامتنا فنحن شعب نباهي بكرامتنا وانسانيتناالعالمكله.
في النهاية الاردن لا يقارن بغيره.. الأردن ملك ودولة نعمة من الله انعم بها على الاردنيين، الملك انسان محب متسامح قبل أن يكون قائد الاردن الامن والامان وسيادة القانون.