تُعتبر السجون السورية التي خضعت لسيطرة نظام الأسد لفترة طويلة مرآةً سوداء تعكس مدى وحشية نظام استباح حياة الآلاف من الأبرياء. مع تحرير بعض هذه السجون على يد قوات المعارضة، بدأت تتكشف للعالم قصص تُدمي القلوب وتكشف حجم الكارثة الإنسانية التي مر بها المعتقلون.
في كل زنزانة جدرانٌ شاهدت تعذيبًا لا يمكن وصفه. شهادات الناجين من هذه السجون تصف أساليب تعذيب مروعة، منها الصعق بالكهرباء، والتعليق من الأطراف لفترات طويلة، والضرب حتى فقدان الوعي. كثير من الناجين خرجوا بأجساد منهكة وأطراف مبتورة، ليكونوا شهودًا على ما جرى.
في أحد السجون المحررة، وُجدت رسومات حُفرت على الجدران بأصابع معتقلين كان الموت أهون عليهم من البقاء أحياء. أحد الناجين يروي عن زميله الذي مات بعد 15 يومًا من الحرمان من الطعام والماء، وهو يتوسل السجانين الذين لم يكترثوا.
عند تحرير بعض المناطق التي تضم هذه السجون، هرع أهالي المعتقلين للبحث عن ذويهم. كثير منهم وجدوا رفات أحبائهم في مقابر جماعية، أو اكتشفوا أن أسماءهم كانت في قوائم الموت التي أُرسلت إلى الأفرع الأمنية.
لم يكن الكبار وحدهم ضحايا هذا النظام. شهادات عديدة تؤكد أن أطفالًا تعرضوا للتعذيب، سواء نفسيًا أو جسديًا، من أجل الضغط على ذويهم. أحد الناجين يروي عن طفل عمره 13 عامًا عُلّق من يديه لساعات طويلة، لمجرد أن والده رفض التعاون مع النظام.
ما يُدمي القلوب في هذه القصص ليس فقط حجم الوحشية، بل غياب الإنسانية في التعامل مع المعتقلين. السجون المحررة كانت أشبه بمقابر للأحياء، حيث يُقتل الإنسان معنويًا قبل أن يُقتل جسديًا.
هذه الجرائم ليست مجرد أرقام في تقارير حقوق الإنسان؛ إنها قصص حقيقية لأفراد حُرموا من أبسط حقوقهم. تحرير هذه السجون يجب أن يكون بداية لمحاسبة كل من تورط في هذه الجرائم، وبناء مستقبل أكثر إنسانية لسوريا وللعالم.
سجون الأسد المحررة ليست مجرد أماكن مهجورة، بل شواهد على حقبة دموية يجب ألا تُنسى، وصرخة تطالب بالعدالة لكل من فقد حياته أو عاش الجحيم داخلها.
والله من وراء القصد….