أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

البطالة تنخفض.. ماذا يعني؟


علاء القرالة

البطالة تنخفض.. ماذا يعني؟

مدار الساعة (الرأي) ـ
«انخفاض البطالة» خلال الربع الثالث من هذا العام «مؤشر قاطع» على مرونة الاقتصاد الوطني وقدرته على مواجهة التحديات والاضطرابات الاقليمية واستمراره بتحقيق نسب نمو والمحافظة على «الاستقرارين» النقدي والمالي، والاهم انها مؤشر على اننا نسير اقتصاديا بالطريق الصحيح، فلماذا انخفضت البطالة ؟.
البطالة تعتبر من «اكثر التحديات» التي تواجه اي دولة بالعالم نتيجة للكثير من الاسباب والعوامل ومنها تباطؤ وتراجع معدلات النمو الاقتصادي و عدم مواءمة مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل وغيرها من الاسباب الكثيرة التي تعمق ازمة البطالة،غير ان انخفاضها حتى ولو بشكل بسيط يعطي مؤشرا مهما على ان الاقتصاد يتجه نحو المسار الصحيح.
نسب البطالة في المملكة شهدت انخفاضا ملموسا منذ اربع سنوات، فانخفضت من25% لما يقارب 21.5% جراء الكثير من الاجراءات، وها هي تواصل «انخفاضها» ولو بنسب بسيطة رغم المتغيرات والظروف المعقدة والصعبة امنيا وسياسيا بالمنطقة وتداعياتها الاقتصادية على المملكة وتأثيرها المباشر على قطاعات كما قطاع السياحة والاستثمار وغيرها من القطاعات.
واذا ما تجاهلنا الظروف والتحديات الراهنة في الاقليم واستمرار تأثيرها على الاقتصاد الوطني، فعلينا كذلك الاعتراف ان مخرجات التعليم لدينا لا تتواءم مع متطلبات سوق العمل وتطوراته المتسارعة وتحتاج لمراجعة سريعة بكثير من التخصصات الراكدة التي عفا عنها الزمن، والا ماذا تسمون وجود اكثر من مليون عامل وافد في المملكة يعملون في مهن مختلفة بينما شبابنا لا يجدون عملا.
حاليا ومع التطورات المتسارعة بسوق العمل التي احدثتها التكنولوجيا والذكاء الصناعي علينا التوجه سريعا الى اجراء تغيير جذري بمخرجات التعليم من جهة ومن جهة اخرى التركيز بشكل كبير على «التدريب المهني» النوعي لاحلال شبابنا مكان العمالة الوافدة في المهن الحرفية والمهنية التي تدر دخلا كبيرا ومطلوبة ولا يمكن ان تحل التكنولوجيا مكانها.
الاحصائيات الاخيرة تشير الى ان معدل البطالة للذكور بلغ18.3%خلال الربع الثالث وبانخفاض 1.5 نقطة مئوية مقارنة بالربع الثالث من عام 2023، بينما معدل البطالة بين الإناث 33.3% ارتفع مقداره 1.6 نقطة مئوية، وكما تشير الى ان المتعطلين من حملة الثانوية العامة وما فوق بلغ 58.8% من إجمالي المتعطلين و 40.8% كانت مؤهلاتهم التعليمية أقل من الثانوي.
اللافت في احصائية البطالة ان العقبة كانت من اقل المحافظات بنسب البطالة وهذا مؤشر واضح على اهمية القطاع السياحي في التشغيل، ولهذا علينا ان نبذل جهودا مضاعفة لتعزيز النشاطات السياحية بالمحافظات التي تمتلك فرصا سياحية وتعزيزها في المدن السياحية الرئيسية.
خلاصة القول،اذا انخفضت البطالة او شهدت استقرارا وتحديدا بمثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة سياسيا وامنيا، فهذا دليل قاطع على اننا نسير في الاتجاه الصحيح اقتصاديا ونحقق نموا ومؤشرات مبهرة رغم ضعف امكانياتنا المتواضعة.
مدار الساعة (الرأي) ـ