أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

التل يكتب: القواعد العسكرية الروسية والايرانية لم تغن عن بشار الأسد شيئاً


بلال حسن التل

التل يكتب: القواعد العسكرية الروسية والايرانية لم تغن عن بشار الأسد شيئاً

مدار الساعة ـ
برغم أن الأمور في سوريا لم تستقر بعد، كما لم يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود بعد، وعلى امل ان يكون القادم افضل، وان تتم الاجابة على مئات الأسئلة حول توجهات النظام الجديد في دمشق، وموقفه من مختلف قضايا المنطقة، والعلاقة مع دول الجوار، حتى يتم ذلك دعونا نتمنى ان يكون ذلك كله لمصلحة الشعب السوري اولا، ولمصلحة أمتنا ثانياً.
حتى يتم ذلك دعونا نقرأ دروس وعبر ما حدث.
اول الدروس التي تذكرنا بها وقائع دمشق هذه الأيام. هي ان الطغاة لا يتعلمون من دروس التاريخ، فيكررون تجارب بعضهم، ليلاقوا نفس المصير، فيتحولون الى مطاردين تضيق عليهم الارض بما اتسعت، ويحسبون ان كل صيحة عليهم.
احدث النماذج التي لم تتعلم من التاريخ وليس آخرهم، نموذج آل الاسد في سوريا، الذين اثبتت تجربتهم ان قبضة البطش الامنية مهما اشتدت، حتى وان احصت الأنفاس، فانها في نهاية المطاف غير قادرة على منع الشعوب من قول كلمتها الفصل، على العكس من ذلك، فانه كلما اشتد البطش وضاق الخناق على الناس زاد تراكم الغضب في صدورهم، حتى يصل درجة الانفجار، وهو ما حدث في سوريا، وقبلها تونس ابن علي، وغيرها من الدول التي اعتمدت انظمتها على القبضة الامنية، فكانت النتيجة وبالاً على هذه الانظمة، التي ذهبت تلاحقها لعنات الناس والتاريخ، وينتظرها حساب رب السموات والأرض.
ومثلما ان القبضة الأمنية الظالمة لا تحمي انظمة الاستبداد، فان الجيوش التي يتم تجويع جنودها وصغار ضباطها ورشوة الكبار منهم ليتفرغ من كل شيء، الا حماية الاستبداد، فانها لا تقوى على الصمود لساعات أمام غضب الشعوب، وها هو النبأ اليقين يأتي من سوريا، التي لم يصمد جيشها لساعات امام فصائل مسلحة اقل منه عددا وعتادا، وفضل بعض ضباطه وجنوده تسليم اجزاء من حلب مقابل رشوة مالية، وفضل بعضهم الآخر ان يغادر الى احدى دول الجوار، وفضلت اكثريتهم الفرار الى بيوتهم، فليس لاحد منهم رغبة في ان يضحي برصاصة واحدة ناهيك عن التضحية بنفسه دفاعا عن طاغية ومستبد، كان يدير ظهره حتى للجنود، متناسيا ان اخطر ما يهدد استمرار اي حاكم هو ان يدير ظهره للناس، وان يصم اذانه عن سماع انينهم، الذي يتحول الى براكين غضب في صدورهم ستأتي لحظة انفجاره مهما طال الزمن، وها هو البرهان يأتي من الفيحاء.
ومثلما ان اجهزة البطش والجيوش التي تسخر لحماية السلطان المستبد، تعجز عن حمايته امام ثورة الشعب، فان القواعد العسكرية هي الاخرى لا تحمي حاكماً لفظه شعبه، فها هي القواعد العسكرية الروسية والايرانية لم تغن عن بشار شيئا، ففر هربا من غضب شعبه. الذي يقدم دليلاً جديداً على ان الشعوب مهما صبرت فان لصبرها حدوداً، وها هو صبر حلب وحماة وحمص ودمشق ينفد، وبراكينها تثور، حماها الله، وجعل نيران الصدور بردا وسلاما على اهلنا في سوريا
مدار الساعة ـ