انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الهروط يكتب: ياسر المصري .. يرحل كما لو هو فوق جواد يصهل

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/26 الساعة 11:24
حجم الخط

مدار الساعة – كتب : عبدالحافظ الهروط - قبل نحو عقود ثلاثة اتسع الحديث فقلت ان قوة التلفزيون الاردني تكمن في مسلسلاته البدوية .

حينها كانت نجومية الفنان الاردني تغزو العالم العربي رغم المسرحيات والافلام والمسلسلات التي تغطي شاشات التلفزة العربية، ولم يعّكر صفو المشاهدين الاردنيين سوى الكم الهائل من الدعايات والاعلانات التجارية وهي تغمر الشاشة الاردنية لتفصل "لقطة" من لقطات المسلسل، انتظرها المشاهد بشغف وتوقف عندها على مضض.

ولقوة المسلسل الاردني وتأثيرة على المشاهدين كانت العائلة عادة ما تقوم باعداد مائدة الطعام او ارسال احد ابنائها الى السوق لإحضار وجبة او حاجة من حوائج المنزل، الى ان ينتهي فاصل الدعايات، اين التلفزيون الاردني والفضائيات الاردنية من هذا اليوم ؟!

في مطلع القرن الواحد والعشرين كنت في زيارة رسمية الى تونس وخلالها ركبت سيارة اجرة لأذهب الى مكان المناسبة ، فتعرف اليّ سائقها وعندما عرف انني اردني، صعقني وصفعني بسؤال :"يخي": وين مسلسلاتكم البدوية، كنا في تونس ودول المغرب والخليج ننتظر المسلسل الاردني على احر من الجمر، وعدّد اكثر من فنان اردني ومنهم شايش النعيمي ..طال الحوار بيننا ولم يكتمل.

اعتقد لو تكررت الزيارة الى هذا البلد الشقيق الجميل المهووس بالعروبة والسياحة لكان الجواب عندي : ها هو الفنان ياسر المصري على الشاشة.

هذا الفنان القدير كان الصاروخ الصاعد بسرعة الضوء، والعابر للحدود والقلوب فقد تالق في فضاء الدراما الاردنية وهو في ريعان الشباب، وتلقى من الاحترام والاعجاب والتقدير كل من شاهده في المسلسل،سواء عند جلوسه على الارض او وقوفه بقامته الفارعة، وكذلك وهو فوق جواد يصهل.

وحدها ارادة الله التي اوقفته عن الصعود والتحليق في سماء الفن،فقد رحل بطريقة اشبه بجلوسه فوق "السرج"، الا ان "صهيل الجواد" خذله هذه المرة، ورغم مرار الترّجل فإن عزاءنا بأنه ترك لنا ذكريات ومشاهد ما فعله من ابداع على شاشات التلفزة، ويجعلنا بأنه ما يزال على قيد الحياة.

شاهدته مشاهداً، وتمنيت ان التقيه وجهاً لوجه، لأعبّر له عن خوفي من هذه النجومية الجارفة، وبعبارة اكثر صراحة :اخشى عليك من حسد النسوة، وغيرة الزميلة الخلوقة، الصامتة عن القيل والقال، زوجتك الكريمة نسرين، وانت تؤدي هذه الادوار العظيمة، شجاعاً، فارساً، محباً، تتمناه كل ممثلة تقف امامه،سواء في دور الزوجة او الحبيبة او الاخت، وفي زمن اختلط فيه الفن بالعفن بكل اسف.

الفنان الكبير ياسر المصري رغم هذه المشاهد والتجاذبات الفنية الا ان نجوميته ما اخذته خارج دائرة التمثيل النبيل، فظل على عفته، ومن هنا ادرك ان وراء هذه العفة ثقة الزميلة نسرين الكرد به زوجاً ودعمها له فناناً،واجزم ان هذا ايضاً جزء من نجاحات فقيد الفن في مسيرته الحياتية والفنية المعطاءة.

ياسر المصري يرحمك الله، وللزميلة العزيزة "ام زيد" وللأهل والاصدقاء والمحبين جميل الصبر والسوان .. انا لله وانا اليه راجعون.

مدار الساعة ـ نشر في 2018/08/26 الساعة 11:24