قررت الولايات المتحدة نشر أنظمة صواريخ أرضية متوسطة المدى من طراز تايفون في اليابان والمانيا والولايات المتحدة العام القادم 2025 وكان هذا محظورا في السابق بموجب معاهدة مع روسيا، لكن واشنطن تخلت عن الاتفاقية عام 2019 ومنذ ذلك الحين، بدأت السلطات الأمريكية في تركيب أنظمة مماثلة في بلدان مختلفة من أوروبا مثل ألمانيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ مثل اليابان وفي هذه الحالة، يمكنهم الوصول إلى أراضي روسيا والصين وكوريا الشمالية ،فمنظومة تايفون الأمريكية يمكنها إطلاق صواريخ توماهوك كروز بمدى يصل إلى 1.8 ألف كيلومتر وصواريخ Standard SM-6 متعددة الأغراض بمدى يصل إلى 500 كيلومتر ،وقد ردت روسيا على الإجراء الأمريكي بأنها ستنشر صواريخها الفرط صوتية من منظومة أوريشينك في بيلاروسيا العام القادم .
لقد قامت الولايات المتحدة بنشر هذه الصواريخ للتركيز على الصين لممارسة الضغط الأمريكي عليها من أجل الرضوخ للمطالب الإقتصادية الأمريكية،والتي سيمليها ترامب عند إستلامه الرئاسة الأمريكية مطلع العام القادم ،وذلك بفرض سلسلة من الإجراءات الحمائية على الصين لتقييد التجارة معها من رفع الضرائب على الواردات من الصين ومنع المواد الأولية التي تختص في صناعات التكنولوجيا الخاصة بأشباه الموصلات والرقاقات للوصول الى الصين والإجراءات الصارمة بعدم إنتهاك الملكية الفكرية وبراءات الإختراع والإبتكار الغربية بشكل عام والأمريكية بشكل خاص من قبل الصين ،والقيود على إستخدام منصات التواصل الصينية ومنصات البيع الصينية في الولايات المتحدة وغيرها من إجراءات ،أضافة الى أن الرئيس ترامب سيحبط تمدد منظومة بريكس وإجراءاتها الإقتصادية وأهمها محاربة الدولار .
إن إجراءات نشر هذه الصواريخ قد تعيدنا إلى القرن الماضي في حرب باردة كادت تتحول إلى حرب عالمية ثالثة من خلال ما شهده العالم بما يعرف بأزمة الصواريخ الكوبية عندما نشر الإتحاد السوفييتي آنذاك صواريخه في كوبا لتهديد الولايات المتحدة.
ما نشهده اليوم من تطور كبير في صناعة هذه الصواريخ التي ستنشرها كلا من الولايات المتحدة وروسيا العام القادم،ستشكل خطرا كبيرا على العالم ولا سيما أنها قادرة على حمل رؤوس نووية وسيكون التحكم فيها خاضع للذكاء الإصطناعي.
الخبير والمحلل الإستراتيجي والإقتصادي.