إن ما يجري ويحصل في سورية الحبيبة يدمي القلب، ويدمع العين، بلاد تتهاوى تتكالب عليها ذئاب الصهيونية والغرب المتصهين وممن والاهم من خونة وأذناب وأعوان، ونسوا أن ما يحصل إنما هو عملية إذلال،
إهانةإمة (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ).
لك الله يا شام، وقد دعا لك رسولنا الكريم (فقال اللهم بارك لنا في شامنا،اللهم بارك لنا في يمننا، فقالوا، وفي نجدنا يارسول الله، فقال رسول الله: اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا، فقال الناس وفي نجدنا يا رسول الله، قال ابن عمر: أظن أنه قال في المرة الثالثة: الزلازل والفتن هناك، وهناك يطلع منها قرن الشيطان).
وإنه ليحزننا ما ألم بها وما تتناقله الأخبار عن انهيار دولة كانت ذات شأن في يوم ما.
ولكن نتيجة وجود عوامل داخلية لم تجد حكمة بقيادتها في معالجتها، بالوقوف بصف شعبها والعمل على تلبية مطالبه في تحقيق العدالة، مما أدى إلى إذكاء نقمة في صفوفه فأتاح للقوى الخارجية مجالا للتدخل في فت عضد وحدة الشعب.
لقد وجدت العوامل الخارجية أرضا خصبة رغبة منها للخلاص مما هي فيه من مآسي التفرقة وغياب وحدة الصف والهدف، فكل هذا جعل للعدو الغاصب ومن معها من الغرب المتصهين وكل طامع في خيرات سورية فرصة التدخل وبذر الفرقة.
وقد أدى تلاقى مصالح العوامل الداخلية والقوى الخار جية إلى جعل هذا البلد الطيب كرة تتد حرج وتنهار ولم يصمد في وجه القوى التي تآلبت عليه،على الرغم من إرتكانه وإتكائه على بعض الحلفاء من الخارج.
ولا ننسى دور الإعلام المأجور وماكينة إعلام الأعداء ومن لف لفهم من الغرب المتصهين في قلب الحقائق والتلاعب بعاطفة ومشاعر الشعوب المغلوبة على أمرها.،قد لعب دورا فعالا فيما يجري من أحداث مؤلمة.
إن ما جرى في بلادنا العربية البلد تلو البلد (العراق،ليبيا، السودان عامة، وما يجري في سورية خاصة، فيه الكثير من الدروس والعبر لمن يعتبر.
لقد كانت دروسا وعبر هامة أمام حكام سورية الحبيبة لكي يستفيدوا منها وكانت أمامهم فرصة ثمينة بأن يتصالحوا مع أنفسهم ومع شعبهم،هل أخذتهم العزة بالإثم ولم يتعظوا بأخطاء غيرهم فوقعوا بشرك نصب لهم من كل حدب وصوب؟أم أنه لم تتح لهم أي فرصة لإصلاح الأمر فوقع ما وقع في سورية الحبيبة نبض العروبة فصار حالها كما قال الرسول الكريم (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن،فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت).
وتبقى الأحداث دروسا وعبر، وما حصل في سوريا لأكبر درس وعبرة للحكام والاتعاظ بأن أكبر حام للوطن أرضا وشعبا وقيادة هو تصالح القيادات والشعوب والوقوف في خندق واحد حتى لا يطمع طامع، وألا يثق بوعود وعهود مع عدو غاصب وقوى استعمارية غربية متصهينة، وقد قيل (عدو جدك ما بودك).
ولا نملك إلا الدعاء بأن يحفظ الله تعالى سورية وطنا وشعبا ويتجاوز مما فيه إلى شاطئ السلامة وبر الأمان.
حمى الله الوطن: قيادة وشعبا وأرضا.. وأوطان العرب والمسلمين..