أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة تبليغات قضائية مقالات أسرار ومجالس مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

'اللاجئون السوريون' في الأردن.. بلا صفة الآن.. فهل سيعودون؟


علاء القرالة

'اللاجئون السوريون' في الأردن.. بلا صفة الآن.. فهل سيعودون؟

مدار الساعة (الرأي) ـ
اليوم لم يعد يمكن اطلاق «صفة لاجئ» على السوريين المتواجدين بالمملكة بعد ان زالت اسباب لجوئهم من وطنهم، فلا نظام ظالما بقي ولا تخوفات امنية موجودة، والظروف كلها تقول إن عليهم العودة لوطنهم ليشاركوا في بنائه من جديد، فهل سيعودون ام ماذا؟
لم يعد بالامكان تحمل عبء اللاجئين السوريين الذي فرض علينا «اقتصاديا واجتماعيا» بعد ان سقط نظام الاسد الذي كان سبب لجوئهم، ولهذا علينا ان نبادر كما «دول كثيرة» ومنها اوروبية بدأت بالتخطيط لاعادة اللاجئين السوريبن لوطنهم، فما بالكم بدولة كما الاردن تتحمل ما يقارب 25% من موازنتها لتقديم الخدمات للاجئين السوريين فيها وفي مثل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة.
بالتأكيد لست ضد وجودهم غير انني اجد في استمرار تواجدهم على ارض المملكة بعد ان «انقشعت الغيمة» التي كانت سببا للجوئهم استمرارا للضغوط «الاقتصادية والاجتماعية والخدمية"في المملكة وعبئا على موازنتنا ومديونيتنا وعائقا امام تقدمنا بـ"المشاريع الاستراتيجية» التي نعد العدة فيها وسننفذها قريبا.
الاردن منذ بدأت موجة اللجوء قدم كل ما يستطيع من خدمات وبنية تحتية لاستضافة اللاجئين السوريين وكما انهم في وطنهم لم يغادروه، وتعامل معهم كما الاردنيين وبكل ما يضمن كرامتهم وتوفير اسس الحياة والمعيشة لهم وفي مختلف المجالات كالتعليم والصحة والكهرباء والماء، حتى انهم استفادوا من «دعم السلع» المقدم للمواطن الاردني كما الغاز والخبز وغيرها من السلع، الا أنه بات لا يستطيع تحمل ما تحمله في السابق.
استمرار بقاء اللاجئين السوريين بالمملكة دون اجراءات لترحيلهم لوطنهم وبكرامة كما تم استضافتهم بالمملكة اعتبره توطينا، وهذا ما لا نريده في ضوء الاوضاع الاقتصادية التي نعيشها من مديونية وعجز وشح بالمياه والطاقة وارتفاع اعداد السكان وتراجع الخدمات وتحديدا بالتعليم والصحة الامر الذي يستوجب سريعا وضع خطة محكمة وبجدول زمني محدد لعودتهم لوطنهم كما دول بدأت باعادتهم.
في حال لا يريد البعض منهم العودة واختار البقاء في المملكة فيجب معاملتهم معاملة الوافدين، فلا «تعليم ولاصحة» بالمجان ولا مياها باسعار تباع للاردنيين ولا غازا وكهرباء مدعومة وتصاريح عملهم يجب أن تضاعف، والا فليتحمل العالم كله المسؤولية مع الاردن اذا ارادوا بقاءهم.
خلاصة القول، قدمنا للاشقاء السوريين كل ما نستطيع وضمن امكانياتنا المحدودة وفتحنا لهم «قلوبنا و بيوتنا» وتقاسمنا معهم الخبز والهم وما كنا لنطالب بعودتهم لو ان الحال على ما هو عليه، فوطنهم تحرر وعليهم ان يشاركوا كما بقية السوريين في بنائه من جديد،لهذا علينا ان نوفر لهم كل وسائل الكرامة التي تضمن عودتهم سالمين لوطنهم.
مدار الساعة (الرأي) ـ