ما يجري على حدودنا مع سوريا، وسيطرة الميليشيات على الكثير من المعابر الحدودية السورية، سواء مع الاردن او لبنان او تركيا، برهان عملي ملموس على ان منطقتنا مقبلة على تطورات كبيرة خلال الفترة المقبلة، قد تشهد في بعض اجزائها عودة لسنوات الخريف العربي، الذي عصف بعدد من دول المنطقة كسوريا ومصر وتونس وليبيا، وقد يشهد بعضها الآخر عدوانا عسكريا خارجيا اسرائيليا وغير اسرائيلي، كما حدث للبنان غير مرة، وكذلك للعراق، وما زال في الذاكرة القصف الأطلسي لليبيا. وقد تأخذ التطورات شكل الهجرات الجماعية، خاصة من الضفة الغربية وقطاع غزة.بالإضافة إلى سوريا.
مهما كانت التطورات التي قد تشهدها المنطقة، فيجب ان نكون مستعدين لحماية بلدنا منها، ومن ارتداداتها، واول ذلك ان نعظم قدراتنا الذاتية، لانها سلاحنا الاقوى والامضى، حتى لا نتفاجأ بتخلي الاشقاء والاصدقاء عنا عند الخطر.
وتعظيم قدراتنا الذاتية، يعني بناء جبهة داخلية متماسكة وقوية. وهذا يستدعي من بعض القوى السياسية والحزبية، التوقف عن سياسة التحريض على الدولة الاردنية، لان هذا التحريض يضعف تماسك الجبهة الداخلية، وقد يوظف من قبل جهات معادية لاحداث انشقاقات في جبهتنا الداخلية. كما قد يكون هذا التحريض على الدولة الاردنية سببا في لجوء القوى المعادية الى تشكيل خلايا نائمة قد تستخدم لضرب ظهرنا. الذي يجب ان يكون محميا بالجيش الشعبي الذي لا بد من اعادة بنائه، وكذلك إعادة خدمة العلم ليشكل كلاهما الجيش الشعبي، وشباب خدمة العلم رديفين للقوات المسلحة الأردنية.
كما ان بناء قوتنا الذاتية، كأول مدماك في بناء الجبهة الداخلية القوية والمتماسكة، يستدعي مصارحة الاردنيين بمسؤولياتهم وواجباتهم اتجاه بلدهم، وضرورة قيامهم بادوارهم في حماية بلدهم، وهذا يتطلب تصحيح الكثير من المفاهيم والسلوكيات السائدة في مجتمعنا. ومنها معالجة حالة الفلتان التي تعيشها شرائح من هذا المحتمع، خاصة في علاقته بالدولة ومؤسساتها، والذي يأخذ في كثير من الاحيان شكل التطاول، ويأخذ في احيان أخرى صورا متعددة من العنف اللفظي والجسدي، الذي صار ظاهرة مجتمعية نسميها عنفا مجتمعيا. من اسبابه الرئيسية سيطرة الاحباط والسوداوية على شرائح واسعة من مجتمعنا. ومعالجة هذه السلبيات في السلوكيات والمفاهيم لا يتم الا بالتربية الوطنية، التي من شأنها تعزيز الهوية الوطنية الاردنية التي تجعل الفرد منتميا لوطنه مستعدا للمشاركة في حمايته. اخذين بعين الاعتبار ان من اهم عناصر تعزيز الهوية الوطنية الاردنية، العمل على رفع الروح المعنوية على المستويين الفردي والجمعي، وهذه من اهم ادواتنا لبناء جبهتنا الداخلية في المرحلة القادمة.