قدر الدولة الأردنية أنها تأسست وازدهرت في منطقة ملتهبة عسكريا وسياسيا منذ مئة عام، فالنيران والحروب مشتعلة منذ تأسيس إمارة شرق الأردن ، فبعد 1948، جاءت 1967 تلاها حرب الكرامة ، ثم حرب 1973، ثم حرب الخليج بين العراق وإيران ، وبعدها دخول العراق للكويت، ثم حرب الخليج الثانية بين أمريكا وحلفاؤها والعراق التي أسفرت عن تحرير الكويت ، ومن ثم حرب الخليج الثانية التي أسفرت عن إسقاط النظام العراقي ، وسرعان ما بدأت حرب اللبنانية وإسرائيل ، واستمرت الحروب حول الأردن ، فحرب تلد أخرى ، وهكذا دواليك حتى وصلنا إلى حرب أكتوبر التي تمخضت عن حرب غزة والكيان الصهيوني ، وها نحن الآن نشهد الحرب السورية ومن قبل ما يسمون أنفسهم الثوار أو المعارضة السورية ، عدا عن الربيع العربي الذي غزا معظم الدول العربية ونتج عنه سقوط أو تغيير بعض الأنظمة العربية ، أضف إلى ذلك الحرب اليمنية ، وبعدها السودانية، عداك عن ظهور تنظيم داعش الإرهابي فترة من الزمن ، كل هذا والدولة الأردنية والحمد لله صامدة كالجبال الراسخة، وذلك بفضل الله ورعايته ، وبفضل وحكمة وحنكة نظامه السياسي ، بقيادة النظام الهاشمي من جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال ، ومن بعده جلالة الملك المعزز عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه في كنف رعايته ، وبفضل قوة وتماسك الشعب الأردني المنتمي لوطنه، وولاؤه ووقوفه خلف قيادته الهاشمية ، وبالرغم من الموجات الكبيرة من اللاجئين التي زحفت إلى أرض الرباط والحشد ، واستقبلها الأردن ووفر لهم الأمن والأمان ، وكل مقومات الحياة ، وتقاسم معهم لقمة العيش والمياه، والصحة والتعليم ، كما لم يبخل الأردن عن أشقاؤءه بالمساعدات التي لم تنقطع أبدا، لكل محتاج من الأمة العربية والإسلامية ، وتتوالي بوميا المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء في فلسطين وغزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وكل مناطق الفقر والنزاع، ولكل محتاج بالرغم من إمكانياته المحدوده ، الدولة الأردنية ستبقى بإذن صامدة وقوية بهمة أجهزته الأمنية القوية الساهرة على مدار الساعة على الحدود والجبهات ، ولذلك فإنه يتحتم علينا أن نتكاتف ونتلاحم في هذه الفترة الحاسمة والحساسة في ظل توسع الحروب واشتعال النيران من كل صوب وحدب على كافة حدود الأردن ، ومن حوله، حتى حرب المخدرات والأسلحة لم يسلم منها الأردن ، إلا أن جميع المحاولات لاختراق الحدود وإغراق الأردن والدول العربية المجاورة بالمخدرات والأسلحة عبر الأراضي الأردنية باءت وستبوء إن شاء الله بالفشل ، فالأردن سيبقى قلعة صامدة وشامخة وعنوانا للأمن والأمان والاستقرار ، ومضرب المثل أمام العالم، لأنها أرض مباركة، والمركب الذي فيه إيثار ومعطاء لله، يساعد المحتاج ويسعى لإغاثة الملهوف لن يغرق بإذن الله وبفضله، وبفضل قيادته الحكيمة وشعبه الوفي ، وللحديث بقية.
البطاينة يكتب: الأردن في وجه العاصفة
مدار الساعة ـ