لا أعرف لماذا يصرّ البعض على ان يدخل في مواضيع لا قيمة لها باستثناء انها تبحث عن «ترند» وبعيدة كل البُعد عن الواقع والمنطق، يتخذون من الهموم العامة وسيلة لتسويق شعبوياتهم ومزاوداتهم وجحودهم تجاه الوطن دونما مراعاة للظروف التي تحيط بنا من كل صوب واتجاه، فمن هم الاستعراضون؟
البحث عن «الترند» و«الريلز» ليس عيباً، وهو حق للجميع غير انه يجب ألا يكون على حساب الوطن وانجازاته ومواقفة القومية، وهنا انا لا اقصد احدا بعينه ولا كلمات او خطابات بل اتحدث عن ظاهرة اصبحت منتشرة ما بين بعضنا ممن يرون في جلد الوطن وانجازاته وسيلة وهدفا للاستعراض والحصول على اللايكات وانعاش صفحات التواصل الاجتماعي لهم لاجل الحصول على المال وابتزاز الدولة.
هؤلاء للاسف يتحدثون وكأن شيئاً لا يحدث من حولنا وكأننا نعيش في جزيرة معزولة ويطالبون بما تعجز عنه دول نفطية وصناعية كبرى، وبالمقابل هم لا يتحدثون عن «انجازات الوطن» والتي من اهمها حالة الاستقرار الاقتصادي والسياسي والامني الذي نعيشه وتفتقده دول كثيرة من حولنا وفي العالم، هم ايضا «يطالبوننا» بتقديم الدعم لفلسطين ولكنهم لا يقرون بما نقدمه لها انسانياً ودبلوماسياً، بهدف اظهار موقفنا على غير حقيقته.
هم ايضا لا يتحدثون عن منجزاتنا الاقتصادية من نمو بمختلف القطاعات ولا عن قوة عملتنا الوطنية وجهازنا المصرفي وكيف واجهنا التضخم وكل الاحداث والتحديات من حولنا ويتشبثون بالانتقاد فقط دونما اي تقدير لكل الضغوط التي يتعرض لها اقتصادنا، فاقتصادنا «يضرب به المثل» بالخارج وممن يزورون المملكة بينما هم فقط ينتقدون وكأننا لا ننجز شيئاً ولا نحقق شيئاً.
كما انهم يريدون تصويرنا امام العالم والمجتمع باننا «دولة قمعية"لمجرد اننا طبقنا القانون على بعض من لهم اجندات خاصة وقرروا احراج الوطن وهم قلة لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة.
هم لا يريدون أن يتحدثوا عن رجال الامن الذين يوفرون الاطمئنان لهم وهم يقومون باعتصاماتهم ووقفات الفتنة والابتزاز غير المجدية، كما لا يتحدثون عن تطنيش الدولة لمهاتراتهم وطول السنتهم كما في دول اخرى هم يعرفونها جيداً.
يتحدثون عن هموم المواطنين للصعود على اكتافهم، بينما لا يتحدثون عن هموم الوطن وما يواجه من تحديات وضغوطات خارجية فرضتها عليه الاحداث المتسارعة بالمنطقة ويواجهها رغم ضيق الامكانيات والموارد بل هم وبطلباتهم الحالمة الواهمة يريدون ان يصورا أن الحكومة تتمتلك فائضا بالمليارات الا انها فاسدة، ولا يقولون ان الحكومات تكابد وتستدين لاجل الحفاظ على الاستقرار.
خلاصة القول؛ لم يعد الوطن يستطيع تحمل استعراضاتكم ومهاتراتكم وبحثكم عن «الترند والريلز» هو فقط يريد منكم ان تقدروا ظروفه وان تدعموا مساعيه في تأمين حياة افضل للاردنيين، ويحتاج منكم الوقوف معه لا ضده وانكار انجازاته، فالظروف دقيقة وتحتاج للتكاتف لا للاستعراض بلغة «شوفيني يا بنت الخال».