أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

بزادوغ تكتب: دخول مصطلح جديد للقاموس العالمي لهذا العام 2024 (تعفن الدماغ)


د. رولا عواد بزادوغ

بزادوغ تكتب: دخول مصطلح جديد للقاموس العالمي لهذا العام 2024 (تعفن الدماغ)

مدار الساعة ـ
"تعفن الدماغ” هو تعبير مجازي يُستخدم للإشارة إلى التأثير السلبي من تدهور عقلي وفكري وأخلاقي الذي يمكن أن يحدثه الإفراط في استهلاك المحتوى الرقمي التافه أو السطحي على التفكير والتركيز والإبداع للفرد وبالتالي على المجتمعات والدول .
ففي عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أمسى من السهل الوصول إلى كميات هائلة من المعلومات المتدفقة بسرعة هائلة، ولكن ليست كل هذه المعلومات ذات قيمة أو فائدة.
التعرض المستمر وغير المحدود للمحتوى التافه ووسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى مجموعة من المخاطر والتأثيرات السلبية على الأفراد والمجتمع بشكل عام. مثل:
1. تشتت الانتباه: يمكن أن يؤدي استهلاك المحتوى السطحي السريع إلى تشتت الانتباه وصعوبة التركيز على المهام المهمة وبالتالي يؤثر على القدرة على إتمام المهام. (زيادة التسويف)
اي تؤثر على الإنتاجية في الحياة اليومية، كالعمل والدراسة: فيؤدي تشتت الانتباه الناتج عن وسائل التواصل الاجتماعي والمحتوى التافه إلى انخفاض الإنتاجية في العمل والدراسة بشكل ملحوظ.
2. تآكل التفكير النقدي: الاعتماد على المعلومات السطحية قد يقلل من القدرة على التفكير النقدي والتحليلي، مما يجعل الأفراد أقل قدرة على تقييم المعلومات بشكل موضوعي.
3. زيادة القلق والاكتئاب: المحتوى السلبي أو المحبط؛ كإثارة المقارنات والتنمر بطرق هزلية يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية، مما يزيد من مستويات القلق والاكتئاب.
4. فقدان الإبداع: الاستهلاك المفرط للمحتوى التافه قد يؤدي إلى تقليل الإبداع، حيث أن العقل المبتكر والمبدع يحتاج إلى تغذية حسية (بصرية ، سمعية ،…) وتحديات وأفكار جديدة لتنميته
5. التأثير على العلاقات الاجتماعية: الشعور بالعزلة؛ فعلى الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تبدو وسيلة للتواصل، إلا أنها قد تعزز الشعور بالعزلة عندما يحل الاتصال الافتراضي محل التفاعلات الاجتماعية الحقيقية.
كما ان الانغماس في المحتوى الرقمي التافه والسطحي يؤثر سلبًا على التفاعلات الاجتماعية الحقيقية، مما يؤدي إلى تحفيز حمى المقصورة والرهاب الاجتماعي وغيره من اضطرابات العزلة الاجتماعية.
وفقدان التواصل الفعّال لان الاعتماد على الرسائل النصية والتواصل الافتراضي يؤدي إلى فقدان مهارات التواصل الفعّال.
وبالتالي تغير القيم والمعايير؛ يؤدي التعرض للمحتوى التافه إلى تغيير القيم والمعايير الاجتماعية، مما يؤثر على كيفية تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض.
فالانغماس في وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى تدهور العلاقات الواقعية بسبب الانشغال بالتفاعلات الافتراضية والمقارنات (للمظهر الخارجي للأفراد والحالة الاجتماعية وغيرها من أمراض العصر الرقمي !)والذي يكون غالباً مصطنعاً اما عمليات واختراعات تجميل رائجة او تطبيقات ذكاء اصطناعي تغير الواقع من اشخاص مقتنيات واماكن وغيره إلا من رحم ربي!
6. زيادة التنمر الإلكتروني: تسهم وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار المحتوى التافه في زيادة التنمر والمضايقات، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للأفراد.
7. قلة النشاط البدني: الانغماس في المحتوى الرقمي يمكن أن يؤدي إلى قلة النشاط البدني، مما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومشاكل صحية أخرى.
8. مشاكل النوم: استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم قد يؤثر على نوعية النوم ويسبب الأرق وأمراض العيون.
وبالتالي كل ماذكر يؤثر على بنية المجتمعات الحديثة وتماسكها من نواة المجتمع (الاسرة) وبالتالي ازدياد حالات الطلاق الصامت والانفصال والشذوذ والعنف ونسب البطالة وصولاً إلى تراجع امن الدول من ارتفاع نسب الفقر والجريمة وغيره من أنواع الاضطرابات المجتمعية على مستوى دولي عالمي.
واستطيع هنا اعتبار المحتوى الرقمي التافه ووسائل التواصل الاجتماعي بمثابة ادمان “مخدر للعقل”، وذلك بسبب تأثيرها على التفكير والتركيز والسلوك. إليكم بعض الأسباب التي تدعم هذا التشبيه:
1. تأثير الإدمان
• الإفراط في الاستخدام: يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي إلى إدمان، حيث يشعر الأفراد بالحاجة المستمرة للتواصل أو الاطلاع على المحتوىFOMO ، مما يشبه الإدمان على المخدرات.
• المكافآت الفورية: تشبه آلية عمل وسائل التواصل الاجتماعي آلية المكافأة في الدماغ، حيث يتم إفراز الدوبامين (هرمون السعادة) عند تلقي الإعجابات والتعليقات، مما يعزز الرغبة في العودة للمزيد.
2. تشتت الانتباه
• فقدان التركيز: كما هو الحال مع المخدرات، يمكن أن يؤدي الاستهلاك المفرط للمحتوى التافه إلى فقدان القدرة على التركيز على المهام المهمة أو التفكير العميق.
• التأثير على الذاكرة: يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لمعلومات سريعة وسطحية إلى ضعف الذاكرة وعدم القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات المهمة.(ضبابية الدماغ)
3. تأثيرات نفسية
• الشعور بالفراغ: يمكن أن يشعر الأفراد بعدم الرضا أو الفراغ بعد قضاء وقت طويل في استهلاك المحتوى التافه، مما يشبه تأثير بعض المواد المخدرة.
• تغير المزاج: قد يؤدي التعرض المستمر لمحتوى تافه سلبي أو محبط إلى تقلبات في المزاج، مما يؤثر على الصحة النفسية.
4. تأثيرات على العلاقات الاجتماعية
• العزلة الاجتماعية: يمكن أن يؤدي الانغماس في العالم الرقمي إلى تقليل التفاعلات الاجتماعية الحقيقية، مما يعزز الشعور بالعزلة.
5. فقدان الإبداع
• تأثير سلبى على الإبداع: الاستهلاك المفرط للمحتوى السطحي يمكن أن يحد من التفكير الإبداعي ويقلل من القدرة على الابتكار.
(راجع بداية المقال لمعلومات اكثر حول هذه النقاط)
كيف يمكن السيطرة على ما نغذي به عقولنا في عصر التفاهة الرقمية ؟
إليكم بعض النصائح التي لابد ان تحميكم ومن تحبون :
• اختيار المحتوى بعناية: يجب أن يكون هناك وعي حول نوع المحتوى الذي يتم استهلاكه، ويفضل التركيز على المحتوى الموثوق والمفيد.
• تحديد وقت الاستخدام: يمكن تحديد أوقات معينة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو تصفح الإنترنت، مما يساعد على تقليل الوقت المخصص للمحتوى التافه.
• التفاعل مع محتوى هادف: قراءة الكتب، متابعة محتوى شخصيات تفيد المتصفح واهدافه ، مشاهدة الوثائقيات والأفلام ، أو المشاركة في الأنشطة الثقافية يمكن أن تكون بدائل جيدة.
. البحث عن بدائل للهروب من الضغوط اليومية والقلق وكثرة التفكير : من خلال المشي، الجري، جلسة هادئة مع من تحبون ، الشعور بالامتنان بما لديكم، لعب رياضة تنفس عن الغضب كالبوكسينج او غيرها.
. تنظيف ملفاتنا ممن نتابعهم كل فترة للإبقاء عالافضل من خلال التأثير على حياتنا كشخصيّات قائدة فكر وليس شخصيات جمعية فقط لديها عدد متابعين بسبب التفاهة وتجرنا لها دون حول منا ولا قوة!
. مراجعة مختص صحة نفسية للمساعدة ان لم نستطع الخروج من حلقة التفاهة المفرغة وإدمانها.
مدار الساعة ـ