نحن أمام مشهد يتكرر فيه تصدير الإرهاب وإعادة إنتاج تنظيمات وفصائل إرهابية جديدة تتماشى مع مصالح قوى كبرى لتحقيق أهدافها في المنطقة.
في ظل تطورات المشهد القتالي على الجبهة السورية، نشهد تراجعًا سريعًا في السيطرة من قبل قوات النظام السوري على المدن الشمالية، وتقدمًا مستمرًا للتنظيمات الإرهابية التي تعتزم التوجه نحو العاصمة دمشق. هذا السيناريو ينذر بإعادة إنتاج فصول جديدة من العنف والفوضى التي تهدد استقرار سوريا والمنطقة بأسرها.
من المتوقع أن تكون الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة أحد العوامل التي قد تؤدي إلى إعادة توجيه الأنظار نحو النشاط العملياتي للتنظيمات الإرهابية في سوريا وهذا السيناريو الدموي ينذر بمواجهات شرسة بين قوات نظام الأسد والقوى الداعمة له، مثل روسيا وإيران، ضد هذه الفصائل.
المشهد يزداد خطورة إذا ما حدثت انقسامات داخل الجيش السوري أو انقلابات داخلية، مما قد يمهد الطريق أمام التنظيمات والفصائل المسلحة للتقدم نحو دمشق.
وفي هذا السياق، يصبح الحفاظ على استقرار سوريا ووحدة أراضيها أولوية قصوى، لأن أي تقسيم محتمل للبلاد سيترتب عليه مخاطر جسيمة على أمن المنطقة بأكملها.
أما بالنسبة للأردن، فإن هذه التطورات تتطلب منا تعزيز الأمن على الجبهة الشمالية للبلاد لمنع تسلل العناصر الإرهابية، والتصدي لمحاولات تهريب الأسلحة والمخدرات، والحد من تدفق موجات جديدة من اللاجئين السوريين.
حمى الله الأردن، وحفظ أمنه واستقراره.
