أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة طقس اليوم

بركات العبادي يكتب: الرابية


الدكتور بركات النمر العبادي
نائب سابق

بركات العبادي يكتب: الرابية

مدار الساعة ـ
كنا جميعاً نتقبل ان تكون منطقة الرابية ميداناً للإحتجاج السلمي على ما يفعله الصهاينة في أهلنا في فلسطين وغزة ولبنان ، ولم نتصور قط أن تتحول هذه الساحات والشوارع في عملية إيراقة دماء بعضنا البعض ، كنت قد كتبت مقالاً عن الطابور الخامس منذ أكثر من سنة ، وما زال الهاجس يراودني ان هناك طابور خامس بيننا متخفين ومتلبسين ينتظرون الفرصة بأي ثمن ولأي غرض ، ومع مضي الأيام والسنين تم تطوير إسمه الى الخلايا النائمة ولبئس المسميين .
والله اننا نكره دولة الاحتلال ونمقت وجودها ، ونتمنى الشهادة على ثرى فلسطين في سبيل الله ، ولسنا أبداً كما يظننا البعض ، المراهنين على الخسارة بلسان الغوغائية ، ولكننا دولة راسخة الهوية (كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش ) لا نغامر ابداً في هوية الدولة ، ومستقبل ابنائها وأمنهم لن يكون خاضعاً لسياسات لا تلبي مصالحه العليا وتخرجه عن مبادئه العربية الاسلامية .
الاردن توصف بأنها أطول حدودأ من أي بلداً اخر ( دولة حدودية ) حيث يبلغ اجمالي طول حدودها ( 1635) كم منها ( 744) كم مع المملكة العربية السعودية ( 375) كم مع دولة سوريا ( 238) كم مع الكيان الاسرائيلي الغاصب ( 181) كم مع دولة العراق و (97) كم مع الضفة الغربية ، ويبلغ طول حدوده المائية ( 26) كم ، وهذا يعني ان الاردن يعاني من تكلفة حماية هذه الحدود من هجمات الخلايا الارهابية وعصابات تهريب المخدرا ت المسلحة ، مما يستوجب دفع فاتورة عالية الكلفة مادياً ومعنوياً ، كما اننا دولة محدودة الموارد وضهرنا العربي مكشوف ، فدولة العراق كانت في زمن ما تدفع بنا قدماً ، كما كانت عمقنا الاستراتيجي ، وكم تحملنا جراء خسارة العراق وخسارة سوريا ولبنان واليمن وغزة وخسارة كل الميادين والساحات التي كنا نظن ان الساحات والميادين سوف تشعل حرب حقيقية ضد العدو الصهيوني ، وكنا نسمع ونرى بشهادة الحي المدرك لما يجري انه لا حياة فيها .
الرابية يا سادة ستظل القلب النابض الذي يعكس عمق التظامن مع شعبنا الفلسطيني ضد دولة الاحتلال ، كما هو الأردن دائما ، وهذا موقف شعبنا الاردني وقيادته الحكيمة التي ورغم أنف الاحتلال باقية على العهد ،ونقول هنا لمطلق العيارات النارية وهو في الجحيم ومن ورائه ان هنالك جبهات مفتوحة مع دولة الاحتلا ل فهنات الجبهة اللبنانية والسورية التي لا تبعد أكثر من ( 70 ) كم ، ولكنا نعلم ان القضية ليست ( رمانة ولكنها قلوب مليانة ) حقداً ودمويا وخيانة لرمي الاردن وشعبة في مهلكة تقطع الدعم عن فلسطين وشعب غزة ، ونكون هنا كما يقول المثل ( مثل معيد القريتين ) ، فالنظام الايراني وقوى التحالف الصهيوني العالمي باتت تعبث بخلط الاوراق من جديد في المنطقة وتدمير اخر جندي في المنطقة وبعدها اعلان انتهاء ما يعرف بخط الدفاع الاول عن فلسطين وغزة .
وهنا نقول ان ثقتنا كبيرة ولا نهائية في قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله الحكيمة ووعي شعبنا الاردني بجميع اطيافه السياسية على مدى افاق الوطن ، وان العبث بأمن الاردن خط احمر بسواعد النشامى النشامى الجيش العربي المصطفوي وكافة اجهزتنا الامنية في شتى القطاعات ، ونقول بلسان الحر النشمي رحم الله شهيدنا شهيد الوطن وشافى الله جرحانا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون دم والريح ريح مسك ) رواه ابي هريرة رضي الله عنه .
حمى الله الأردن ملكاً وشعباً وتراباً
مدار الساعة ـ