كنا جميعاً نتقبل ان تكون منطقة الرابية ميداناً للإحتجاج السلمي على ما يفعله الصهاينة في أهلنا في فلسطين وغزة ولبنان ، ولم نتصور قط أن تتحول هذه الساحات والشوارع في عملية إيراقة دماء بعضنا البعض ، كنت قد كتبت مقالاً عن الطابور الخامس منذ أكثر من سنة ، وما زال الهاجس يراودني ان هناك طابور خامس بيننا متخفين ومتلبسين ينتظرون الفرصة بأي ثمن ولأي غرض ، ومع مضي الأيام والسنين تم تطوير إسمه الى الخلايا النائمة ولبئس المسميين .
والله اننا نكره دولة الاحتلال ونمقت وجودها ، ونتمنى الشهادة على ثرى فلسطين في سبيل الله ، ولسنا أبداً كما يظننا البعض ، المراهنين على الخسارة بلسان الغوغائية ، ولكننا دولة راسخة الهوية (كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش ) لا نغامر ابداً في هوية الدولة ، ومستقبل ابنائها وأمنهم لن يكون خاضعاً لسياسات لا تلبي مصالحه العليا وتخرجه عن مبادئه العربية الاسلامية .
الاردن توصف بأنها أطول حدودأ من أي بلداً اخر ( دولة حدودية ) حيث يبلغ اجمالي طول حدودها ( 1635) كم منها ( 744) كم مع المملكة العربية السعودية ( 375) كم مع دولة سوريا ( 238) كم مع الكيان الاسرائيلي الغاصب ( 181) كم مع دولة العراق و (97) كم مع الضفة الغربية ، ويبلغ طول حدوده المائية ( 26) كم ، وهذا يعني ان الاردن يعاني من تكلفة حماية هذه الحدود من هجمات الخلايا الارهابية وعصابات تهريب المخدرا ت المسلحة ، مما يستوجب دفع فاتورة عالية الكلفة مادياً ومعنوياً ، كما اننا دولة محدودة الموارد وضهرنا العربي مكشوف ، فدولة العراق كانت في زمن ما تدفع بنا قدماً ، كما كانت عمقنا الاستراتيجي ، وكم تحملنا جراء خسارة العراق وخسارة سوريا ولبنان واليمن وغزة وخسارة كل الميادين والساحات التي كنا نظن ان الساحات والميادين سوف تشعل حرب حقيقية ضد العدو الصهيوني ، وكنا نسمع ونرى بشهادة الحي المدرك لما يجري انه لا حياة فيها .
الرابية يا سادة ستظل القلب النابض الذي يعكس عمق التظامن مع شعبنا الفلسطيني ضد دولة الاحتلال ، كما هو الأردن دائما ، وهذا موقف شعبنا الاردني وقيادته الحكيمة التي ورغم أنف الاحتلال باقية على العهد ،ونقول هنا لمطلق العيارات النارية وهو في الجحيم ومن ورائه ان هنالك جبهات مفتوحة مع دولة الاحتلا ل فهنات الجبهة اللبنانية والسورية التي لا تبعد أكثر من ( 70 ) كم ، ولكنا نعلم ان القضية ليست ( رمانة ولكنها قلوب مليانة ) حقداً ودمويا وخيانة لرمي الاردن وشعبة في مهلكة تقطع الدعم عن فلسطين وشعب غزة ، ونكون هنا كما يقول المثل ( مثل معيد القريتين ) ، فالنظام الايراني وقوى التحالف الصهيوني العالمي باتت تعبث بخلط الاوراق من جديد في المنطقة وتدمير اخر جندي في المنطقة وبعدها اعلان انتهاء ما يعرف بخط الدفاع الاول عن فلسطين وغزة .
وهنا نقول ان ثقتنا كبيرة ولا نهائية في قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله الحكيمة ووعي شعبنا الاردني بجميع اطيافه السياسية على مدى افاق الوطن ، وان العبث بأمن الاردن خط احمر بسواعد النشامى النشامى الجيش العربي المصطفوي وكافة اجهزتنا الامنية في شتى القطاعات ، ونقول بلسان الحر النشمي رحم الله شهيدنا شهيد الوطن وشافى الله جرحانا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون دم والريح ريح مسك ) رواه ابي هريرة رضي الله عنه .
حمى الله الأردن ملكاً وشعباً وتراباً