مدار الساعة - كتب النائب علي الغزاوي - يُعدّ التغير المناخي أحد أخطر التحديات التي تواجه الإنسانية في القرن الحادي والعشرين، إذ تؤثر تداعياته على كافة مجالات الحياة من بيئة واقتصاد وأمن غذائي وصحة. الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، أدرك مبكرًا أهمية التصدي لهذه الأزمة العالمية، ملتزمًا بمبادئ العدالة المناخية التي تعكس مسؤوليتنا تجاه البيئة والمجتمعات الأكثر تأثرًا بهذه الظاهرة.
وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، وضع الأردن قضايا المناخ ضمن أولوياته الوطنية والدولية وفي إطار هذا الالتزام، شارك سمو ولي العهد مؤخراً في قمة المناخ COP29 بأذربيجان، حيث أكد على ضرورة تبني نهج عادل وشامل يدمج بين حماية البيئة وتحقيق العدالة الإنسانية، خاصة في ظل الأزمات التي تؤثر على اللاجئين والدول المستضيفة.
إن مواجهة تحديات التغير المناخي تتطلب تكاتفاً حقيقياً بين جميع المؤسسات. مجلس النواب، من خلال دوره التشريعي والرقابي، يعمل بالتعاون مع الحكومة على صياغة سياسات وقوانين تسهم في تعزيز الاستدامة البيئية. كما يشرف المجلس على تنفيذ الخطط الحكومية لضمان تحقيق الأهداف الوطنية في هذا المجال. وذلك على سبيل المثال، دعم مشاريع الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية، إضافة إلى مراقبة تطبيق الاتفاقيات الدولية. كما يسعى مجلس النواب إلى توفير الإطار القانوني وذلك لتشجيع الاستثمار في الابتكارات البيئية التي تخفف من انبعاثات الكربون.
التزام الأردن بمبادئ العدالة المناخية يعكس روح التضامن مع الدول النامية والمجتمعات المتضررة. ومن أبرز المبادرات التي أطلقها سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، مبادرة مترابطة المناخ – اللاجئين، التي تهدف إلى معالجة التحديات المناخية التي تواجه المجتمعات الأكثر ضعفاً، لا سيما أن الأردن يحتضن نسبة كبيرة من اللاجئين مقارنة بعدد السكان.
إن التغير المناخي ليس مجرد قضية بيئية، بل هو تحدٍ عالمي يتطلب تكاتف الجهود على جميع المستويات وبفضل توجيهات جلالة الملك المعظم وايمانه الراسخة بالتشاركية في هذه المرحلة، على مجلس النواب والحكومة، التعاون ليسير الأردن بخطى ثابتة نحو بناء نموذج وطني للعدالة المناخية والاستدامة البيئية، ليكون جزء من الحل العالمي لمواجهة هذا الخطر الدراهم. إن هذه الجهود تتطلب استمرار العمل الدؤوب والتخطيط المشترك لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.