مدار الساعة - كتب: د. ماجد الحراحشه - في خطوة طموحة تعكس رؤية وطنية شاملة لضمان جودة التعليم العالي في الأردن، أقر مجلس الوزراء يوم السبت، الثالث والعشرين من تشرين الثاني 2024، مجموعة من اتفاقيات التعاون مع مؤسسات دولية ودول شقيقة وصديقة. ومن أبرز هذه الاتفاقيات، تلك المتعلقة بمراجعة ومواءمة المعايير المعتمدة للتخصصات التقنية مع المعايير العالمية، إضافة إلى اعتماد وضمان الجودة للبرامج الأكاديمية. هذه الاتفاقيات تأتي كجزء من الجهود الحكومية لتعزيز مكانة التعليم الأردني عالميًا وربطه بمتطلبات سوق العمل المحلي والعالمي، مما يسهم في تحقيق التنمية الشاملة وتلبية الطموحات الوطنية.
تُظهر الدراسات وجود فجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، حيث يواجه العديد من الخريجين تحديات تتعلق باكتساب المهارات التقنية الحديثة والمهارات الناعمة مثل التفكير النقدي والعمل الجماعي. تسعى الاتفاقيات إلى سد هذه الفجوة من خلال تحديث المناهج الدراسية وربطها بالابتكارات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتحليل البيانات الضخمة. كما تهدف إلى تعزيز تنافسية الجامعات الأردنية عالميًا عبر تبني معايير اعتماد وضمان جودة متطورة تضمن إعداد خريجين يمتلكون المعرفة والمهارات اللازمة للمنافسة على الصعيدين المحلي والدولي.
تعكس هذه المبادرات الجهد الكبير الذي تبذله الحكومة لتفعيل رؤية وطنية تضع جودة التعليم في صدارة أولوياتها. وتشمل هذه الجهود بناء شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص لتوفير فرص تدريب عملية للطلبة، مما يمكنهم من تطبيق المعرفة النظرية في بيئات عمل حقيقية. إضافة إلى ذلك، تعمل الحكومة على تطوير البنية التحتية التعليمية وتعزيز قدرات الجامعات لتلبية متطلبات التعليم التقني الحديث. يُنتظر أن تسهم هذه الخطوات في تحسين جاهزية الخريجين، رفع كفاءة التعليم، وتحفيز الاستثمار في القطاعات التكنولوجية والصناعية.
لضمان تحقيق الأهداف المرجوة ضمن الفترات الزمنية المستهدفة، تركز الحكومة على تنفيذ خطة استراتيجية شاملة تشمل تشكيل لجان مختصة لمتابعة تطبيق المعايير وتقييم الأداء بشكل دوري. كما تولي اهتمامًا كبيرًا بتوفير الموارد البشرية والمالية اللازمة لدعم المشاريع والبرامج. هذه الجهود المستمرة تُبرز أهمية هذه المبادرات كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وترسخ مكانة الأردن كواحة تعليمية متقدمة تُنتج كوادر بشرية مؤهلة تلبي متطلبات الأسواق الحديثة وتعزز رؤية المملكة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.