تعد الفترة بعد الانتخابات الأميركية وفوز الجمهوريين برئاسة ترامب لحين توليه الرئاسة في العشرين من شهر كانون الثاني العام القادم هي الفترة الأخطر على العالم، وخصوصا أن هناك جبهتين مشتعلتين في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط في غزة والجنوب اللبناني، ويضاف إليهما العداوة المبطنة التي يكنها بايدن لترامب، ومحاولة تعقيد الموقف في كلتا الجبهتين، وهما لا يعلمان بأن العالم قد يكون على شفير حرب عالمية ثالثة.
إن الجبهة الروسية- الأوكرانية خرجت عن التوافق والمصالح الاستراتيجية بين الغرب وروسيا عندما اخرجها بايدن بالسماح للرئيس الأوكراني زيلينسكي بضرب العمق الروسي بالصواريخ الأميركية اتاكمز والصواريخ البريطانية ستورم شادو، وعملية الرد الروسية التحذيرية بصاروخ اوريشنيك.
وحيث ان الرئيس الأوكراني زيلينسكي يعيش هذه الأيام اسوأ حالاته النفسية نتيجة فوز ترامب الذي سيوقف هذه الحرب وقد تكون لصالح روسيا على الأرض بخسارة الأراضي الأوكرانية التي احتلتها روسيا والتي تعادل 20% من مساحة أوكرانيا، او عدم دعم اوكرانيا في حالة استمرت الحرب مما يؤدي الى انهيارها امام روسيا، لذلك من المتوقع ان يسعى زيلينسكي للقيام بضربة انتقامية بعلم او دون علم الإدارة الأميركية الحالية، وهو قيامه بضرب مفاعل نووي روسي او تحميل احد الصواريخ البالستية برأس نووي وضرب العمق الروسي بعد حصوله على قنبلة نووية بطريقة غير مباشرة، مما يستدعي على الفور الرد الروسي بالنووي حسب العقيدة العسكرية الروسية المعدلة.
أما بالنسبة للشرق الأوسط فقد أصبحت جهود هوكستين مبعوث ترامب صعبة وعاد خاوي الوفاق إلى الولايات المتحدة بعد زيارة للبنان ولإسرائيل حمل معها اتفاقية أميركية، وقد افشلت إسرائيل هذه الوساطة واستمرت في الاعتداء العسكري على لبنان كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية في الاتفاقية، فجاء الرد السريع من المقاومة اللبنانية عندما أطلقت يوم الأحد 350 صاروخاً على إسرائيل، ليغضب الداخل الإسرائيلي حيث هرع 4 ملايين إسرائيلي إلى الملاجئ، واصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يعيش اليوم أسوأ حالاته النفسية بعد قرار المحكمة الجزائية الدولية بإصدار مذكرة لاعتقاله، والذي قد يدفعه إلى اتخاذ إجراء دون التنسيق مع حليفته الولايات المتحدة، واقلها أن يقوم بمجازر جديدة في لبنان وفي غزة أو ضرب المفاعل النووي الإيراني ليشعل حربا تمتد لجميع دول الإقليم والعالم.
فإدارتا بايدن وترامب يجب أن تتحملا مسؤولياتهما تجاه ما يجري وما سيجري خشية انفلات الأمور على الأرض من قبل زيلينسكي ونتنياهو وجر الولايات المتحدة والعالم بأسره الى حرب مدمرة لا غالب فيها ولا مغلوب، بأن يعملا على الوقف الفوري للحربين.