.. للعلم نحن أيضاً نجيد الرماية على الأسلحة الأوتوماتيكية، نحن نجيد أيضاً صناعة (المولوتوف).. أنا شخصياً مارست الرماية بأهم الميادين.. وأجيد فك (الكلاشينكوف) وإعادة تركيبه.. نحن أيضاً نجيد التسديد، ونجيد تعبئة الذخيرة.. وتركيب المخزن، ونعرف زيت السلاح جيدا..
.. نحن أيضاً لدينا مايكريفونات، ولدينا أهل وأحبة وأبناء عمومة، ونجرؤ أن نكتب على الفيس بوك ما لا يكتب، ونجرؤ أن نصرح.. ونجرؤ أن ننتج مسيرة أولها في الكرك وآخرها في الموجب.. نحن نجيد الخطابة أيضاً، ونملك أحلى لغة.. وأعذب مفردات.
نحن أيضاً نجيد الغمز واللمز، ونجيد الحشد.. وإذا تطلب الأمر سنحشد، وإذا كانت القصة مرتبطة بالأرقام، فلدينا الكثير.. وإذا كانت القصة أيضا مرتبطة بالفداء والتضحية.. لدينا التاريخ.. ونحن نسجد لله كل يوم، وندعوا للبلد وأهلها وندعو للملك.. على منابرنا، وندعو لفلسطين أيضا ولشعبها العظيم ولشهدائها ولقضيتها العادلة.
لكننا نؤمن بأن أهم ما أنتجناه في هذا البلد هو (حزب القايش) و(زلم الملك).. أنتجنا جيشا محترما محترفا، وأرسلنا له خيرة أولادنا.. وحين يستشهد ضابط منهم، كان أهله في العزاء يرددون جملة واحدة فقط وهي: هو منذور لشعبه ووطنه وقيادته.. واعتبرنا ان كل من يعمل في جيشنا وأجهزتنا الأمنية اعتبرناهم الضمير والشرف.. واعتبرناهم أنبل الناس، نحن الوحيدون في الأرض الذين استبدلنا كحل العيون للنساء.. بوجوه الضباط والعسكر، إن وجوههم أحلى من الحناء على الجديلة وأجمل من الكحل.. لهذا من يطلق النار على جندي من جنودنا هو كمن يمس كحل عيون البنات أو كمن يقترب من الجديلة..
ونحن (زلم الملك).. من دون خجل ولا عيب، نحن (زلمه).. وسنبقى معه حتى آخر نفس من أنفاسنا، وسنبقى نؤمن بأنه ضمير الدولة ونبضها والمعبر عن السيادة والحامي للتراب..
معادلتان هما أساس هذا البلد وسر صبره وسر وجوده.. وهما: (حزب القايش) و(زلم الملك).. من ينتمي لهذا الحزب، لا يتعلم الشعارات بل يتعلم الحب ويتعلم معنى البلد وكيف يدافع عن ضميرها.. من ينتمي لهذا الحزب، يدرك في قرارة نفسه.. أنه انتمى لأعلى الشوامخ في هذا الوطن، ويؤمن بذاته ومعنى وجوده.. ويدرك أن الهوية الأردنية ليست مجرد بطاقة أو جواز سفر، بل هي ملحمة تخوضها حتى تحظى بشرف حملها.. ما نظرت يوما لجواز سفري ورأيت خانة الجنسية، إلا وانتابني الفخر بأني أردني.
وسنبقى (زلم الملك).. نحرس شيباته، ونظراته.. ونؤمن بخياراته، ونسند كل قرار يتخذه..
من أطلق النار على الأمن في الرابية أمس، هو سدد لقلبي الطلقات.. هو حاول أن يغتال المعاني السامية، حاول التطاول على النخل والأنجم.. حاول المساس بالكبرياء كله، حاول أن يغتال السنابل والقصائد والتاريخ.. من أطلق النار في الرابية أمس على الأمن.. هو سدد لقلبي أنا، سدد رصاصاته لخبز أولادي وأمنهم.. سددها للماء الذي أشربه، وللوطن الذي أذوب عشقا به..
ليعلم من سدد هذه الرصاصات ومن يشد على يده، أننا نجيد التسديد أيضا.. وليعلم أننا نحن (حزب القايش) و(زلم الملك).. نجيد فوق كل ذلك، أن نربي أولادنا على الخير والحب.. وندفعهم إلى مؤسسات الوطن، ونحن ندرك أن الخوف لا يوجد في قواميسهم ولم يتسلل لقلوبهم..
قد تنتهي كل الأحزاب في هذا الوطن وتذوب إلا (حزب القايش) سيبقى الأكبر والأقوى.. وقد تختفي (الزلم) وقد تختبئ، وقد تتوارى عن الأنظار.. إلا (زلم) الملك سيبقى حضوره في قلوبهم كما الدم وكما النبض وكما الحياة..
عاش الملك
Abdelhadi18@yahoo.com