مدار الساعة - كتب علاء الذيب - قرأت تصريحات لأحد النواب الإسلاميين يتحدث فيها عن نية نواب حزب جبهة العمل الإسلامي مقاضاة زميلهم النائب اندريه الحواري بسبب تصريحات التقطتها له إحدى الكاميرات، يصف من خلالها النواب الذين اخلوا بالاتفاق "بالخونة".
الغريب بالموضوع، أن يبدأ نواب حزب جبهة العمل الإسلامي الأكثر حصادا للاصوات في المملكة، بمقاضاة أحد زملائهم، تاركين جملة من القضايا الهامة والمهمة، وعدم سماع صوت الشارع الذي يطالب منذ فترة بإعادة قرار رفع أسعار المركبات الكهربائية، وارتفاع أسعار بعض السلع، وقضايا عالقة منذ زمن، يتأمل الشارع منهم ان يتبنوها، بعيدا كل البعد عن مناكفات من هنا وهناك.
الحواري لم يخطئ حين وصف من خان الاتفاق بالخائن، فالنواب عن طريق أحزابهم ، أجمعوا فيما بينهم على التحالف، فيما رفض حزب جبهة العمل الإسلامي المشاركة في هذا التحالف لوجود مرشح لديهم ينوي الترشح لرئاسة المجلس، وهذا حقهم في الدستور الذي ضمن لهم ذلك.
لكن من وجهة نظري ونظر الكثير ان من يعطي كلمة لا يجوز التراجع عنها، ومن اتفق واخل بالاتفاق، ونقض العهد والوعد، فهو خائن، ليس في مجلس النواب فقط وانما في كافة أمور الحياة.
ماذا لو أن المرشح صالح العرموطي الذي نحترمه ونقدره حصل على عشرين صوت فقط، سيخرج من نواب الحزب أنفسهم بالقول ان هناك خونة لم يصوتوا، وان الخيانة ليست بمفهومها المعروف اجتماعيا وانما بنطاقها الأوسع سياسيا وحزبيا.
لذلك؛ على نواب حزب جبهة العمل الإسلامي أن يكونوا أكثر مرونة، بدلا من الصدام مع زملائهم، وأن يتذكروا كلمة مراقبهم العام الشيخ مراد العضايلة عندما قال "لا تتعجلوا' .
نهاية؛ لدينا في الاردن الف قضية وقضية يتمنى الشعب أن يتم حلها، فإذا كانت الصراعات الحزبية ستتصدر المشهد بعيدا عن الهم الشعبي، فلا داعي لأية برامجية حزبية سنراها لاحقا، كونوا زملاء بقدر المسؤولية بعيدا عن التصيد بالماء العكر.