أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية شهادة مناسبات جاهات واعراس الموقف شكوى مستثمر مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العامري يكتب: القدس والهاشميون.. حكاية تاريخية


يوسف العامري

العامري يكتب: القدس والهاشميون.. حكاية تاريخية

مدار الساعة ـ
تعتبر القدس واحدة من أقدس المدن في العالم، حيث تجمع بين التاريخ والدين والثقافة. على مر العصور، كانت المدينة محط أنظار العديد من الأمم والشعوب، لكن العلاقة بين القدس والهاشميين تكتسب طابعًا خاصًا، إذ تعكس تاريخًا طويلًا من الارتباط الروحي والسياسي.
تعود جذور الهاشميين إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يُعتبرون من أعرق الأسر في العالم الإسلامي. منذ تأسيس الدولة الأردنية، لعب الهاشميون دورًا محوريًا في الحفاظ على المقدسات الإسلامية في القدس، خاصة المسجد الأقصى. وقد تولى الملك عبد الله الأول، مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، مسؤولية حماية هذه المقدسات، مما عزز من مكانة الهاشميين في قلوب المسلمين.
تاريخيًا، شهدت القدس العديد من الفتوحات والنزاعات، لكن الهاشميين ظلوا دائمًا حراسًا للمقدسات. في عام 1924، أُسست "لجنة الأوقاف الإسلامية" برئاسة الملك عبد الله الأول، حيث تم تخصيص موارد لحماية المسجد الأقصى وترميمه. وقد استمر هذا الدور عبر الأجيال، حيث واصل الملك حسين والملك عبد الله الثاني نفس النهج، مؤكدين على أهمية القدس في الهوية العربية والإسلامية.
في السنوات الأخيرة، زادت التوترات في القدس، خاصة مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات. ومع ذلك، ظل الهاشميون في طليعة المدافعين عن حقوق الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية. وقد أطلق الملك عبد الله الثاني العديد من المبادرات الدبلوماسية لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، مع التركيز على أهمية القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية.
تجسد العلاقة بين القدس والهاشميين رمزًا للصمود والإرادة. فبينما تتعرض المدينة للضغوط والتحديات، يبقى الهاشميون رمزًا للأمل والوحدة. إنهم يمثلون الجسر بين الماضي والحاضر، ويؤكدون على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للقدس.
في النهاية، تبقى القدس والهاشميون مرتبطين بروابط تاريخية عميقة، حيث يمثل كل منهما جزءًا لا يتجزأ من الآخر. إن حماية القدس ليست مجرد مسؤولية سياسية، بل هي واجب ديني وإنساني، يتطلب من الجميع العمل معًا للحفاظ على هذه المدينة المقدسة.
مدار الساعة ـ