ينتظر العالم وباهتمام بالغ «خطاب العرش» السامي الذي سيلقيه جلالة الملك في افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب الـ 20 اليوم، والذي من المتوقع ان يتضمن رسائل «داخلية وخارجية» في غاية الاهمية وبالتزامن مع الاحداث التي تتعرض لها المنطقة حالياً وتحديداً الشأن الفلسطيني، فلماذا يترقب العالم هذا الخطاب؟
ترقب هذا الخطاب عالمياً ينطلق من أمرين؛ الأول يكمن بتزامن الخطاب مع تصاعد «الاحداث الجيوسياسية » في المنطقة والاقليم وما نشهده من تطرف صهيوني غير مسبوق، والأمر الأهم ادراك العالم لأهمية ما يقوله جلالة الملك في خطاباته ومدى الصراحة والوضوح والواقعية والاستشراف فيها، فجلالة الملك كان قد حذر مراراً وتكراراً ومنذ أعوام من مآلات التطرف الصهيوني وانعكاساتها سلباً على أمن وسلام المنطقة والاقليم.
المعنيون في الشؤون السياسية عالمياً وفي المنطقة «يترقبون» هذا الخطاب لالتقاط «رسائل الملك» التي تحظى دائما بالثقة والتأييد من قبل الحكماء والعقلاء ومحبي السلام في العالم، مدركين مدى حرص الملك على ادامة السلام والامن في المنطقة، وسعيه الجاد الى انهاء الصراع الدائر حاليا واصراره على ان لا سلام بالمنطقة دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني ينعم شعبها بالسلام والأمن والاستقرار.
"الجهود الدبلوماسية» التي بذلها جلالة الملك طيلة الشهور الماضية اثمرت عن تغيير جذري في مواقف العديد من الدول الغربية تجاه العدوان على غزة، وعكست «واقعية الاحداث» وانعكاساتها على أمن المنطقة بعيدا عن التضليل الاسرائيلي المشوه للحقائق، محذرا من «امتداد الصراع» للمنطقة بشكل كامل في «حال استمرار» حكومة التطرف الاسرائيلية بمجازرها وعدم وضع حد لها من قبل القوى العالمية.
ما يزيد على عام والعدوان والتطرف الاسرائيلي لم يتوقف بالمنطقة ومجازرهم مستمرة بحق الأبرياء في غزة والضفة الغربية بقيادة متطرفين واهمين وحالمين بتغيير الواقع، إلا ان «الاصرار الاردني» بقيادة جلالة الملك يقف «شوكة في حلوقهم» وكابوساً لاحلامهم التي لم ولن تتحقق لا بالامس ولا اليوم ولا غدا، فالاردن ليس وطنا بديلا لاحد ولن يقبل بالتهجير ولا يتهاون بالدفاع عن المقدسات ولن يقبل الا باقامة دولة فلسطينية.
خلاصة القول، خطاب العرش السامي وبما يحمل من رسائل ونصائح سيحظى وكما العادة بمتابعة دولية ومحلية واسعة، لما يحظى به جلالة الملك من تقدير واحترام عالميين «لدوره الكبير وسعيه المستمر» في نشر السلام وانصاف المظلومين واعادة الحقوق «للشعب الفلسطيني» واقامة دولتهم على حدود الـ 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ولهذا يترقب العالم خطابا «ملكيا تاريخيا» يحدد فيه «مسارات المستقبل» القائم على سلام دائم وشراكة ونمو وخير لشعوب المنطقة والعالم.