نقلت يومية «نداء الوطن» اللبنانية (عادت إلى الصدور بعد توقّف دام خمسة أشهر, بعد تخلي «ورثة» ممولها الاستمرار في تمويلها, ما دفع برئيس مجلس إدارة محطة MTV التلفزيونية اللبنانية/ ميشال المُرّ إلى شراء امتيازها, وصدرَ عددها الجديد في 11 الشهر الجاري. والجريدة «كما المحطة التلفزيونية», محسوبة سياسياً على التيار المُعادي لحزب الله).
نقول: نشرت يومية «نداء الوطن», على صفحتها الأولى في/13 الجاري, نص ما وَصفتهُ «قنبلة» وثيقة ترمب, لافتة إلى أنها «حصلت من (أوساط أميركية مُتابعة داخل فريق ترمب على «وثيقة", تتضمّن «ما ستكون عليه استراتيجيّته الشاملة, بالنسبة إلى الشرق الأوسط، بما فيه لبنان، وتدخل الوثيقة ـ أضافت الصحيفة ـ في تفاصيل كل ملفّ، وعند تسلّم السلطة رسمياً في/20 كانون الثاني المقبل، فإنّ «الوثيقة تدخل مباشرةً» حيّز التنفيذ).
وإذ لم يصدُر أي نفي او تأكيد, من فريق الرئيس المنتخَب, لما أوردته الصحيفة, فإن من الحكمة التعاطي مع مُجمل ما نشرته «نداء الوطن» بحذر شديد. وإن كان بعض ما وردَ في الوثيقة العتيدة, يقترب من السياسات والنهج «الترمبي» المُتقلّب. الذي يصعب على أحد أخذه بجدية, سواء قبل دخوله البيت الأبيض أو بعد جلوسه على المكتب البيضاوي, خلفاً للرئيس الصهيوني/بايدن.
من هنا تبدو حماسة الصحيفة اللافتة لما جاء في الوثيقة, سواء في ما خص «نزع» سلاح حزب الله, أم خصوصاً في «اعتبار القرار/1701 الذي صدر بعد حرب تموز/2006 «لا ينفع» و«تجاوزته الأحداث». على ما ورد في وثيقة نسبتها الصحيفة إلى «أوساط أميركية تعمل عن قرب وفي شكل لصيق مع ترمب».
ثمّة حاجة للتوقّف عند مضامين البندين السابقين, إذ قال وزير خارجية الكيان الفاشي/ جدعون ساعر, إن «انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني, يكفي لإعادة سكان المستوطنات إلى الشمال. نحن ـ أضافَ ساعر ـ لا نُريد تدمير حزب الله. ولم يذكر نزع سلاح الحزب. في حين يكتسب البند «الثاني» أهمية استثنائية, خاصة إشارته إلى أن القرار/1701 «تجاوزته الأحداث ولم يعُد ينفع كما هو». وهذا يستبطن رغبة صهيوأميركية, بإدخال «تعديلات» على القرار (دون مُصادقة مجلس الأمن الدولي, الذي أصدرَ القرار/1701, لكن يُريد العدو أن تكون عبر «ملاحِق»?بين بيروت وتل أبيب), ما يمنح الكيان النازي حرية العمل في كامل الأراضي والأجواء اللبنانية. ويبدو أن أوساطاً معينة في لبنان, تُرحب بذلك ولا تعترض على ما يمسّ السيادة اللبنانية.
جاء في وثيقة ترمب/ «القنبلة» كما وصفتها الصحيفة, تفاصيل لِما يُريده وما يسعى إلى تنفيذه:
** يريد السلام والازدهار، والشراكة بين المكوّنات اللبنانية.
** العيش بسلام مع «جيران» لبنان.
** في شأن الحرب الحالية و«حزب اللّه»، الحلّ يجب أن يكون دائماً وطويل الأمد.
** القرار/1701 «لم يعُد ينفع كما هو، وقد تجاوزته الأحداث».
** الواقع يقتضي التفكير بآلية تطبيق مُختلفة ومُتطوّرة, بحسب ما آلت إليه الأوضاع، تفرِض «نزعَ كل» أسلحة «حزب اللّه»، ومنع أي تهديد يمكن أن تتعرّض له إسرائيل.
** أثبتت التجارب أنّ الجيش اللبناني و«اليونيفيل» غير قادرَين على منعِ تسليح «حزب اللّه».
** أما في مسألة «التحرّكات الفرنسية» في لبنان خصوصاً والمنطقة عموماً، يعتقد فريق ترمب أنها «غير سليمة ولا تستجيب للتحدّيات». كذلك نفى فريق ترمب وجود أي تنسيق مع إدارة الرئيس بايدن، كما أكّد بـ«صورة جازمة», أنّ إدارة ترمب «غير مُوافقة» على مُهمة مبعوث/بايدن، عاموس هوكشتاين.
ماذا عن فلسطين والقضية الفلسطينية, وحرب الإبادة والتطهير العِرقي والتهجير والتجويع والاستيطان اليهودي في القطاع, وما راج عن ضم الضفة الغربية تنفيذا للتعهّد الذي قطعه ترمب لأرملة اليهودي الأسترالي/شيلدون أديلسون ملياردير نوادي القمار, المُمول الأكبر لدولة العدو ونتنياهو شخصيا, حيث اشترطت ارملة أديلسون على ترمب, ضم الضفة الغربية (يهودا والسامرة في القاموس التوراتي المؤسطر) مُقابل تبرعها لحملته الانتخابية بمئة مليون دولار, وبعد ذلك أصدر ترمب تصريحه اللافت. بأنه «يُفكر» كيف يُساعد إسرائيل على «توسيع مساحتها ال?غيرة» مُقارنة بالمساحات الكبيرة للدول المحيطة بها؟
ما وردَ في الوثيقة/القنبلة كما نشرتها الصحيفة اللبنانية, لم يزِد على (20) كلمة, تاليا نصها الحرفي والكامل: (بالنسبة إلى فلسطين، هناك «وعيّ» لدى فريق ترمب, بضرورة إيجاد «حلّ» للقضية الفلسطينية، ولكن لم يُحسَم بعد موضوع «حلّ الدولتين»).
ماذا عن إيران؟
تقول الوثيقة/وفق الصحيفة اللبنانية: (يعتبر ترمب وفريقه الذي سيُمسك بالملفّ، أن إيران مشكلة أساسية وعنصر عدم استقرار، وعلى المسؤولين الإيرانيين اتّخاذ قرار من اثنين: إما المواجهة مع أميركا أو الوصول إلى توافق معها. وإذا تعذّر التوافق، فسيعيد ترامب فرض عقوبات أشدّ، ولن يتردّد بدعم إسرائيل إذا قرّرت توجيه ضربة عسكرية ضد منشآت إيرانية. ترامب مقتنع بأن البرنامج النووي الإيراني خطير، وبخطورة أذرع إيران العسكرية في المنطقة، وسيأخذ على عاتقه مُواجهة هذين الملفين. وبالنسبة إلى نتنياهو وإسرائيل سيبقى الدعم مُستمراً)?
kharroub@jpf.com.jo