الساعة - واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزراء حكومته حملة التحريض الدموية ضد فلسطينيي 48، زاعما أن الجزء الأكبر من الحرائق التي تلتهم جبال فلسطين، نابعة عن فعل فاعل، وهو اتهام مباشر للعرب، فيما جرت اعتقالات لعدد محدود من العرب، بزعم الشبهة بإحراق بعض الأماكن، في حين شرعت المخابرات الإسرائيلية بحملة اعتقالات واسعة النطاق بين الشبان العرب بزعم التحريض على الحريق.
وأعلنت الأجهزة الإسرائيلية أمس عن تراجع ملحوظ في حجم الحرائق، بعد انضمام طائرات سبع دول هي روسيا وتركيا ومصر اليونان وقبرص وكرواتيا وإيطاليا، وطواقم سيارات اطفائية من السلطة الفلسطينية. كما تراجعت الحرائق بشكل كبير في جبل الكرمل، أحد أجمل وأكبر جبال فلسطين، وسمحت السلطات بعودة سكان غالبية الأحياء التي تم إخلاؤها.
واستمرت أمس، حالة الاستنفار القصوى التي اعلنها كل من الجيش والشرطة الإسرائيلية منذ أمس، وتم إلغاء كافة اجازات عطلة نهاية الأسبوع والاجازات الأخرى، وكذا ايضا لكافة طواقم الانقاذ، والطواقم الطبية في المناطق المنكوبة.
وتزعم سلطة المطافئ والشرطة الإسرائيلية، أن نصف الحرائق نابعة عن فعل فاعل، بينما زعم نتنياهو أن غالبية الحرائق نابعة عما اسماه "أعمالا ارهابية"، وهي ذات الصيغة التي استخدمها نتنياهو قبل ست سنوات، خلال حريق الكرمل، وتبين أن لا أساس لتصريحاته العنصرية. وراح نتنياهو في خطوة استثنائية لتضخيم مزاعمه، بالإعلان عن عقد جلسة طائرة للمجلس الوزاري للشؤون العسكرية والسياسية، رغم أن الكوارث الطبيعية ليست من اختصاصه، ثم اعلن نتنياهو لاحقا عن إلغاء الجلسة، بزعم ان غالبية الوزراء منتشرين في المناطق المنكوبة.
وقال القائد العام للشرطة روني ألشيخ ان الافتراض هو أن جزءا من الحرائق كانت نتيجة احراق متعمد، وأن الدوافع لإشعال الحرائق هي دوافع قومية. وفي وقت لاحق صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "نحن نقف أمام إرهاب المحرقين".
وقال الكثير من المعقبين في مواقع الانترنت الاخبارية الإسرائيلية، إن تصريحات نتنياهو ووزرائه جاءت للتغطية على قصورات الحكومة، في الاستعداد للحرائق الموسمية، خاصة في فترة الجفاف. إلا أنه في المقابل، فإن التصريحات العنصرية التي أطلقها الوزراء باتهام مباشر للفلسطينيين بالحرائق، جر الى انفلات عنصري في شبكات التواصل ضد العرب.
وأعلنت الأجهزة الإسرائيلية عن اعتقال 14 عربيا من مناطق مختلفة، وحسب مصادر فلسطينية فإن ثلاثة منهم من العمال الفلسطينيين من الضفة المحتلة، وكانت محكمة في القدس قد أطلقت سراح اربعة عمال، بعد أن ثبت لها ان اعتقالهم كان عشوائيا.
وعم الغضب في شبكات التواصل، في اعقاب اعتقال الناشط الاجتماعي الشاب أنس أبو دعابس، الذي نشر في صفحته على الفيسبوك تغريدتين، الأول فيها انتقاد حاد جدا لمن يفرحون بالحرائق، والثانية كانت ساخرة، ولكنها واضحة تماما بمعارضته لأي محاولة لاشعال النيران، مشيرا الى أن الكثير من الأحراش زرعت لتغطي آثار مئات القرى الفلسطينية المدمرّة. وحسب تقارير إخبارية، فإن المحكمة مددت اعتقال الشاب حتى مساء اليوم، بعد أن ظهر سوء في الترجمة إلى العبرية. وقالت الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي) في بيان لها ان ما نشره الشاب انس أبو دعابس لا يتعدى كونه تهكما وسخرية ونقدا لبعض الشواذ القلائل الذين تعاطوا مع هذه الكارثة الإنسانية والطبيعية بشكل يخالف العرف الشرعي والإنساني.
وندد رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا فلسطينيي 48 محمد بركة، حملة التحريض الدموية التي يقودها نتنياهو ووزراؤه وعدد من المسؤولين. وقال إن نتنياهو يستغل كل مناسبة لتأليب الشارع الإسرائيلي وتحريضه ضد العرب، من منطلقات عنصرية. وبموازاة ذلك، من أجل غض البصر عن تقصير حكومته بالاستعداد للحرائق الموسمية.
وقال بركة إن جماهيرنا العربية لن تكون في موقع الدفاع عن النفس، بل هي من تتهم وتدين نتنياهو بعنصريته وقصوراته، فهي صاحبة البلاد والوطن: هي الكرمل، وجبال القدس، هي الوطن بسهوله وأشجاره، ولن ترضى له أن يحترق.
وفي سياق متصل، فقد اصدر أحد حاخامات المستوطنين المتطرفين، رسالة الى أنصاره، يزعم فيها أن الحرائق التي تنشب، وانحباس الأمطار بسبب قرار المحكمة الإسرائيلية القاضي بإخلاء البؤرة الاستيطانية مونة، في منطقة رام الله.
المصدر:الناصرة