يصادف يوم الخميس المقبل الموافق للرابع عشر من تشرين الثاني، الذكرى الـ 89 لميلاد المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، باني نهضة الأردن الحديث.. الذكرى التي أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني وشعبه الوفي أن تبقى خالدة خلود الوطن ورمزا للعطاء والبذل والتضحية.
في ذكرى ميلاد الراحل الكبير نستذكر عطاء جلالته الذي قاد المسيرة على مدى 47 عاما، أباً وزعيماً وقائداً حمل الأردن إلى بر الأمان برؤيته وحنكته الثاقبة وتفانيه وتفاني شعبه الذي التف حوله ليشكلا جسداً واحداً، ليبقى الأردن عزيزا قوياً بمؤسساته وبكل أبنائه وبناته، ويصبح محط أنظار العالم بكل قوة واقتدار.
وفي هذه الذكرى يجدد الشعب الأردني العهد والولاء لوارث العرش الهاشمي جلالة الملك عبدالله الثاني الذي سار على نهج "الحسين"، طيب الله ثراه، ليبقى الوطن في المقدمة دوماً وصوتاً للحق مهما كان الثمن، وخير دليل على ذلك وقوف ومساندة الأردن لأشقائه العرب ولأمته خلال الأزمة التي تمر بها المنطقة والناتجة عن الأفعال الإجرامية التي يقوم بها المحتل الصهيوني ضد الأهل في قطاع غزة ودول عربية مجاورة، فالمملكة تقدم فوق طاقاتها دون منّة أو انتظار شكر على أعمال نابعة من عروبته ودينه الحنيف، فأردن الخير والنور لا يخذل أهله.
ونحن نتفيأ ظلال هذه المناسبة العزيزة على قلوب الأردنيين الذين يستذكرون كل كبيرة وصغيرة من منجزات الحسين الباني، فإن المغفور له وضع مداميك صلبة في بنيان هذا الوطن، حافظ عليها الملك عبدالله الثاني، الذي واصل مسيرة البناء التي لم تتوقف أو تتراجع تحت أي ظرف من الظروف بهدف حماية مصالحنا الوطنية وصون منجزاتنا التي بنيت للبقاء على العهد مع الراحل الحسين بعزمنا وإصرارنا ووحدتنا، لأن مصلحة الشعب والوطن قبل أي شيء وفوق كل شيء يذكر.
المفغور له الحسين ترك إرثاً عظيماً، كان أعظمه حبه للأردن وإيمانه به وبقدرته على أن يكون الأفضل والأميز بين دول العالم، حتى أصبح الأردن منارة للعلم والمعرفة، ومنارة للعز والكرامة، ومنارة للسياسة الخارجية، بعد أن خطا بصورة متوازنة وقوية في علاقته مع المحيط العربي والدولي، وبات له صوت مسموع عالمي ورأيه محط تقدير واهتمام.
الوقفات لا تعد ولا تحصى مع مسيرة الحسين، طيب الله ثراه، فالمنجزات كانت على كافة الأصعدة، إلا أن ما تمر به المنطقة من أحداث جسام وما يمر به الوطن من محاولات لضرب استقراره في ظل ما نشاهده من محاولات مستميتة لتهريب المخدرات إلى داخل الوطن لاغراقه بالسموم، وما تشهده أحيانا الوقفات الاحتجاجية من سلوكيات يقصد منها نشر الفوضى، يتطلب منا أن نستذكر حب الراحل الحسين للأردن وخوفه عليه، وإيمانه بالشعب الأردني الأصيل للدفاع عن الوطن وعدم فتح المجال للحاقدين للتخريب، والضرب بيد من حديد لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن وأستقرار الوطن.
ختاماً، نوجه إلى كل من تسيطر على عقله فكرة "المؤامرة"، ويرى أن أي قرار للدولة للحفاظ على أمن الوطن واستقراره، هو أسلوب لتشتيت الرأي العام، خاصة من يدسون السم في الوقفات الاحتجاجية، نوجه لهم رسالة عميقة كان صرح بها المفغور له الحسين في لقاء متلفز، مضمونها عميق والتفكير بها واجب على كل أردني يعشق تراب الوطن، .. كلمات تخط بماء الذهب وهي:
"يجب ان نعمل جميعا بكل صدق وبكل إخلاص لنجعل هذا الوطن مثلاً، وكثيرون يريدون ان يبقى حيث هو أو أن يتراجع، وكثيرون لا يؤمنون فيه من دول الجوار، ومن جهات مختلفة، وكانوا يراهنون أنه الأصغر والأضعف والمرشح الأكثر للانهيار، ولكن هذا البلد فيه الخير فيما يقول وما يؤديه من خدمة للأمة، ويجب أن يكون المثال والقدوة للآخرين وسيكون بعون الله".