مدار الساعة - سناء الصمادي- أشار رئيسُ الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات إلى أنّ الجامعةَ تزخرُ بعلماءَ وباحثينَ متميّزين في مجالِ البحث العلميّ؛ وهم بذلك يقدّمون عطاءً جزيلًا إلى الجامعة، والتّعليم العالي، والوطن، والعالم.
ونبّه أثناء اجتماع المجموعات البحثيّة الّذي عقده نائبُ رئيس الجامعة لشؤون التّصنيف والاعتماد الدّوليّ الدكتور فالح السواعير، بحضورِ قادةِ وأعضاءِ المجموعات البحثيّة اليوم الثّلاثاء، إلى أنّ هناك أرقامًا ومعلوماتٍ مضيئةً في الجامعة تثبت أنّ الأبحاثَ العلميّةَ في الجامعة في تحسّن مستمرّ.
وأوضح عبيدات أنّ إعدادَ بحث علميّ جيّد يسهم بالضّرورة في التّعليم الجيّد؛ ما يؤثّر في المجتمع وتقدّمه، وأنّ المجموعاتِ البحثيّةَ في الجامعة تعكس اهتمامَها بالبحث العلميّ والباحثين؛ ما يؤدّي إلى تعزيز مسيرة الجامعة المشرقة، مشيرًا إلى أنّ البحثَ العلميَّ أداةٌ لبناءِ المعرفة، وتوفيرِ فَهمٍ أعمق للقضايا المختلفة، وتقديمِ إنجازات عدّة؛ تسهم في تطوُّر البشريّة.
ولفت إلى أنّ ثلثَ خرّيجي كليّة الطّبّ في الجامعة يعملون ويتخصّصون في الولايات المتّحدة الأمريكيّة، ما يعدّ مثالًا واضحًا على التّقدّم في المستويات العالميّة، كما أنّ أغلبَ طلبة الجامعة موجودون في أكثر من 88 دولةً عربيّةً وأوروبيّة.
وبيّن عبيدات أنّ البحثَ العلميَّ يعدّ من معايير التّصنيفات العالميّة الّتي تتطلّب العملَ على تحسينها وتطويرها، كما نوّه إلى أنّ الحرصَ على وجود المجموعات البحثيّة في الجامعة فكرةٌ رائدة، وفيها معاييرُ جيّدة ومدروسة، لكن ينبغي لنا الاستمرار في تحسينها؛ للوصول إلى ما نصبو إليه.
وعرّج عبيدات أثناء الاجتماع على التّحدّياتِ الّتي تواجه البحثَ العلميَّ المتمثّلة في ربطها بالصّناعات، وعلاقةِ الباحثين بقطاع الصّناعة؛ فللأبحاث دورٌ مهمٌّ في تقدّم الصّناعات، كما نبّه إلى أنّ المجموعاتِ البحثيّةَ في حاجة إلى وجود القطاع الصّناعيّ فيها، وكذلك أهميّة التّعاون الدّوليّ من أكثر من جهة ودولة، إلى جانب الاستشهادات بين الباحثين.
ودعا عبيدات الباحثين إلى إشراك طلبة الدّراسات العليا في المجموعات البحثيّة، والاستفادة من أبحاثهم، ضاربًا مثالًا بأنّ كليّة الطّبّ في الجامعة رقم (1) في إنتاج الأبحاث العلميّة؛ نتيجة إشراكها طلبةَ الدّراسات العليا والاختصاص العالي، وطلبةَ البكالوريوس في البحث العلمي؛ إذ بلغت عددُ أبحاث الكلية 450 بحثًا علميًّا في العام الماضي، ونشر أحدُ خرّيجي برنامج البكالوريوس من كليّة الطّبّ 42 بحثًا علميًّا في مجلّات عالميّة العام الماضي، بوصف هذا المثال إحدى قصص النّجاح.
وختم عبيدات بشكر الباحثين وأعضاء هيئة التّدريس الّذين كان لهم دورٌ مهمٌّ في حصول الجامعة على جائزة الملك عبد الله الثّاني، مطالبًا إيّاهم بالمزيد من العمل؛ للحفاظ على هذا المركز دائمًا.
وبدوره تحدّث السواعير عن البحث العلمي قائلًا إنّه في تزايد وتحسّن مستمرّين؛ إذ بلغ عددُ الأبحاث المنشورة للجامعة سنويًّا ما يزيد عن 2500 بحث، والعدد كذلك في تزايد، كما أنّ نسبةَ الأبحاث المنشورة في المجلّات العالميّة فئة Q1 بلغت 54% هذا العام، أمّا تأثيرُ الأبحاث ففي تحسّن مستمرّ خلال السنوات الأخيرة؛ إذ بلغت نسبةُ الأبحاث المنشورة في أفضل 10% من المجلّات العالميّة من حيث معاملُ التّأثير 18% من أبحاث الجامعة.
وأشار السواعير إلى أن نسبةَ أبحاث الجامعة المُصنّفَة ضمن أعلى 10% من الأبحاث الأعلى استشهادا بلغت ما نسبته 18% من أبحاث الجامعة الّتي تحقّق أعلى الاستشهادات، وهي عادة الأبحاث التي تكون ضمن قضايا بحثيّة عالميّة، وفريق دوليّ.
وبيّن السواعير أنّ هناك تشبيكًا بحثيًّا للجامعة مع عددٍ من الدّول والجامعات، وفي المجالات كلّها، إلى جانب التّعاون مع القطاع الحكوميّ، ولفت إلى أنّ الهدفَ من هذه المجموعات البحثيّة الّتي جاءت ضمن شروط معيّنة في الجامعة، دعمُ التّعاون البحثيّ، والتّشبيكُ بين الباحثين من التّخصّصات المختلفة، وتشجيعُ الاستفادة من الخبرات المتنوّعة، وتعزيزُ قدرات الباحثين النّاشئين، وطلبة الدّراسات العليا، إضافةً إلى دعم الشّراكات البحثيّة مع الجامعات والمراكز البحثيّة المحليّة والدوليّة، وتجويد الأبحاث كمًّا ونوعًا، وتحسين فرص الدّعم البحثيّ الخارجيّ، وتحسين التّصنيف العالميّ للجامعة.
وقال إنّ التّحدّياتِ الّتي تواجه المجموعاتِ البحثيّةَ تتمثّلُ في بلورة الشخصيّة البحثيّة العاملة ضمن فريق، والتّمويل والتّشبيك مع القطاعات الحيويّة، والمهارات الحاسوبيّة، والاستدامة والقيادة، وتحدّيات التّعاون بين التّخصّصات.
وفي ختام الاجتماع استمع عبيدات إلى استفسارات الباحثين، منوّهًا إلى أنّ الجامعةَ تعمل اليوم بفكر جديد؛ يحفّز العمل ضمن مجموعات بحثيّة نوعيّة، وتشجّع باحثيها على إظهار إنجازاتهم، وتكثيف جهودهم؛ للتّعاون على إنجاز المشاريع البحثيّة المشتركة مع المؤسّسات المحليّة والدّوليّة.