مدار الساعة - كتبت: رحاب القضاة - كان هناك فلاح يمتلك حمارين، وقد قرر في يوم من الأيام أن يوزع على أحدهما حمولة من الملح، بينما حمّل الآخر صحونًا وقدورًا فارغة.
انطلق الحماران في رحلتهما، وكان الحمار الحامل للملح يشعر بالإرهاق الشديد نتيجة ثقل الحمل، بينما كان الحمار الآخر في غاية الراحة لحمل خفيف لا يرهق خطاه.
وفي لحظة من الإعياء الشديد، قرر الحمار الحامل للملح أن يغوص في بركة ماء بجوار الطريق، لتذوب حمولة الملح ويتخفف من وطأتها، ليخرج بنشاط لم يعهده من قبل.
رأى الحمار الحامل للقدور ما حلّ بزميله من الراحة، فاندفع هو الآخر نحو البركة دون وعي بتبعات خطوته. لكن ما إن غطس وامتلأت قدوره بالماء، حتى ازدادت حمولته وأثقلته، حتى كاد ظهره أن ينقسم من وطأة الحمل الثقيل.
في السياسة، ما ينفع جهة أو تيارًا معينًا قد لا ينفع الآخر، بل قد يكون ضارًا له. قبل أن تقلد مسار أو قرار جهة ما، عليك أن تدرس أسباب هذا القرار وتتحقق إن كان سيفيدك أم سيضر بمصالحك. وإن لم نُعمِل عقولنا في اختيار قراراتنا بحكمة، فقد نحمل أنفسنا ما لا طاقة لنا به، دون أن نجني أي فائدة أو تحقيق للراحة المنشودة.!؟