قائمة المسلم 500 وعبر اصدارها الأخير تختار جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين شخصيتها البارزة كشخصية مدافعة عن قضية فلسطين تحت عنوان "رجل العام". وفي تقريرها السنوي أشارت إلى أن جلالة الملك عبدلله الثاني بن الحسين " قد برز هذا العام كأكثر قائد عربي واسلامي فعالية في العالم، نظار للخطوات الحاسمة التي اتخذها لمنع اندلاع حرب اقليمية أكبر، وتقديم المساعدات المنقذة للحياة لشعب غزة والضفة الغربية".
فماذا يعني هذا، على مستوى الأردن وعلى مستوى موقعه الجيواستراتيجي في المنطقة؟ وأيضا على مستوى الأهمية السياسية الأردنية في كونها لاعب أساسي ومحوري وجزء من الحلول الاستراتيجية لموجات الاضطراب والصراعات والنزاعات المشتعلة في المنطقة!
بالطبع، لا يحتاج الملك إلى هذا التأكيد فهو قبل كل شيء حفيد رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وسليل رسالته وقيمها المتمثلة بالاعتدال والوسطية والتسامح، وهو الوارث لسيرة الآباء والأجداد العطرة والتي كانت على الدوام قوية في الحق، نصيرة للمظلوم، تعكس في جوهرها أصالة العربي المسلم وصفاته في الشجاعة والإباء، الا أن هذا الاختيار لجلالة الملك كأول شخصية عربية اسلامية بارزة ومؤثرة ضمن 500 شخصية في العالم، يعني أن ما يجسده جلالة الملك عبر قيادته الحكيمة يلقى أثرا يسمع صداه في العالم، وأن مواقفه الثابتة والواضحة تصوغ بجدارة ما يجب أن يكون عليه العالم ومجتمعه الدولي على قاعدة الإنسانية وسيادة القانون الدولي والاحترام المتبادل، ويعني أيضا أن الأردن وبفضل سياسات الملك الحصيفة له ثقله الكبير على مستوى العالم، وأن الإسلام كما يفهمه ويطبقه جلالة الملك لا يمكن له إلا أن يكون دين أخلاق وتسامح واتزان. لا سيما في خضم محاولات التشويه الذي تعرض لها على أيادي مجموعات متطرفة تتبنى مشاريعها الخاصة ومصالحها الضيقة.
أكثر من ذلك، فالاختيار أبرز أيضا الموقع الجيواستراتيجي للأردن، والتأكيد على دوره المحوري غير القابل للتجاوز أو الاستثناء، فالأردن عصب المنطقة وضميرها وثبات الأردن واستقراره هو استقرار للمنطقة بأكلمها، وهو ما تدركه يقينا دول المنطقة والقوى العالمية الفاعلة، والسياسة الأردنية الرشيدة المدركة لتوازنات القوى هي وحدها التي استطاعت أن تجنب المنطقة حربا اقليمية شاملةتخلف دمارا لا أحد يمكن أن يتحمل كلفته، وهي نفسها التي ساهمت في اختراق الحصار المطبق على الأشقاء في غزة والضفة الغربية، وليس مبالغة أن السياسية الأردنية التي يقودها أبو الحسين سيكون لها اليد العليا في وقف آلة الحرب والشروع باتجاه حلول سياسية ضامنة لحقوق الفلسطينيين وعلى رأسها دولة فلسطينية مستقلة، فالملك الأكثر التصاقا بفلسطين، وقد ساهمت جولاته الاقليمية والعالمية في تسخير كل ما يلزم دفاعا عن الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة.
علينا أن نفتخر بهذا القائد العربي الهاشمي الأهيب، بمواقفه المشرفة، بشجاعته التي يستجير بها كل مظلوم، وبما يفعله لأجل فلسطين، وبكل ما يصنعه من أجل عالم تسوده قيم العدالة والإنسانية، وبما يمنحه للأردن وشعبه من معاني الأمان والإعتزاز والكبرياء الوطني العالي ومن مشاعر الانتماء لثرى هذا الوطن وقيادته الهاشميةالنبيلة.
nisreenalsbeihi@gmail.com