سعى جلالة الملك ومنذ استلامه سلطاته الدستورية الى تحقيق السلام في المنطقة كافة وفي الضفة الغربية ودعم كل السبل التي تؤدي الى حل الدولتين وتعزيز الحوار بين كافة الفصائل الفلسطينية من اجل إنهاء الاحتلال وتحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني .
جهود جلالة الملك لا ينتقصها الا من يحاول تشويه صورة جلالته فمنذ إندلاع شرارة الحرب على غزة ، قام الملك عبدالله بتوجية كافة مؤسسات الدولة الى تقديم المساعدات الى غزة ، فبدأت القوات المسلحة بتسيير مستشفيات عسكرية ميدانية الى غزة تحتوي على كافة انواع الادوية والمستلزمات الطبية وأطباء وممرضين ، كما وجه الملك الهيئة الخيرية الهاشمية الى إيصال المساعدات الغذائية الى غزة ، عن طريق البر وعن طريق الانزالات الجوية ، والحديث طويل جدا عن ما قدمه جلالته والشعب الاردني الى اهل غزة .
وما جعلني اكتب هو عندما تعمقت في قراءة كتاب لصحفي امريكي (صحفي اصفر)
بعنوان (الحرب) ، فهذه الكلمة تلزمنا دائماً كصحفيين وإعلاميين خلال الفترة الماضية نظراً ما تمر به المنطقة من صراعات والحرب على غزة ولبنان ، وعندما بدأت بقراءة الكتاب ، وجدت بأن الصحفي هو شخص لا يعرف ما هي أخلاق المهنة ،(صحفي أصفر) فبداية كتابه كانت عن مقابلات مع أشخاص قام بعد المقابلة بفضحهم وتسريب معلومات وتدوين ملاحظات حصل عليها أثناء مقابلته ، وبعدها بدا بتوجيه اتهامات باطلة الى حكام ومسؤولين ومن بينهم جلالة الملك عبدالله الثاني .
في أحد المحاور من الكتاب وهو الأهم اتهام الكاتب لجلالة الملك عبد الله الثاني بانه طلب بسحق حماس، والدليل على انه شخص كاذب تحدث عن أن الأردن يضم أكثر من 2 مليون لاجئ فلسطيني يعيشون بين الأردنيين أهل وأقرباء وان جلالة الملك طلب من إسرائيل عدم الاقتراب من حماس وان حماس هي جماعة الإخوان المسلمين، وبعد ذلك يقول بان جلالة الملك طلب من أحد المسؤولين الغربيين، بانه يجب إنهاء حماس ويدعم هزيمتها ويجب على إسرائيل أن تهزمها.
التناقضات الكبيرة في ما تم سرده في هذا الكتاب دليل على أن هذا الصحفي قد بالغ ونشر بدون أدلة واضحة فيما كتبه، فالأردن منذ اندلاع شرارة الحرب في 7 أكتوبر كان موقفه واضحاً للجميع، قام بتقديم كافة أنواع الدعم والمساعدات الى غزة وفتح جميع قنوات التواصل من اجل إنهاء الحرب، كما سمح الأردن بإقامة كافة الفعاليات التي ترفض العدوان عل غزة، حتى أن بعض المسيرات والفعاليات كان سقف النداء فيها يتجاوز الحدود المسموحة للتعبير ، ومع ذلك لك يكن هناك أي تصادم مع هؤلاء الأشخاص .
هذه الاتهامات لن تؤثر على ما يقوم به جلالة الملك في دعم السلام وهو ما يتحدث به يوميا عبر وسائل الاعلام ، ولن تؤثر على ما يقدمة الشعب الاردني اتجاه فلسطين وشعبها .
الأمر الآخر في الكتاب عندما بدا بالحديث عن السابع من أكتوبر، دخول حماس الى المستوطنات بعد الساعات الأولى من الغزو عبارة عن ضباب من الفوضى والارتباك، ولكن الصورة الكاملة ظهرت مع مرور الوقت وكانت صورة رعب لا يمكن تصوره. فقد اقتحم مسلحو حماس من غزة الحدود إلى جنوب إسرائيل. وحطموا المعابر، وهدموا أبراج الاتصالات، وهاجموا مراكز القيادة العسكرية الإسرائيلية غير المنتبهة. ثم باستخدام الشاحنات الصغيرة وفانات والسيارات الجيب والدراجات النارية وحتى الطائرات الشراعية، تدفق ثلاثة آلاف من مسلحين حماس الى إسرائيل، الى هنا كل ما ذكره صحيح، ولكن؟
تحدث الكاتب الأصفر عن عمليات اغتصاب وقتل وقطع رؤوس وشوي أفخاذ الأطفال وأكلها من قبل مقاتلي حماس، الحديث عن هذه المعلومات بدون أدلة واضحة من قبل هذا الصحفي وتزييف الحقائق، تأخذنا الى الاتهام الآخر الذي إن دل على شيء فأنه يدل على عدم مهنية وأخلاق هذا الكاتب.
اتهام جلالة الملك بعد كافة الجهود التي يقوم بها في المنطقة من اجل إنهاء الحرب على غزة باطل وإتهام الأردن بعد كل ما قام به من اجل نصرة غزة وتقديم كافة أشكال الدعم هو امر مرفوض ويجب معاقبة كل من يحاول الإساءة للأردن حت لو من خارجها.