ما زلنا «محكومين بالأمل» وسنبقى ننبش في الارض بحثاً عن «الثروات والمعادن» التي لعلها قد تغير أمراً وتقلب حالنا من حال لحال، لطالما لدينا «كوادر وطنية» مؤمنة ومصممة؛ لا تكلّ ولا تملّ بحثا عنها لاخراجها، فهل يوجد لدينا «غاز فعلا» أم أنها مجرد دراسات ونتائج أولية لم تثبت بعد؟
عمليات البحث والتنقيب في المملكة لم تتوقف منذ اربع سنوات ولربما هي الاكبر في تاريخ المملكة، فكانت بعض النتائج مبشرة وبعضها سرعان ما يصدم بحقائق جغرافية وحقائق تتعلق بالجودة وكميات العناصر المستكشفة، إلا أن «الامل والطموح والاصرار» على تنفيذ «رؤية التحديث الاقتصادي» من قبل وزارة الطاقة وكوادرها التي كانت دائما ترفض «الاستسلام» وتستمر بعمليات البحث والنبش «لعل وعسى».
وزير الطاقة اعلن على هامش مؤتمر في دولة الامارات العربية المتحدة عن دراسات تشير لوجود كميات تجارية من مادة الغاز في منطقة الريشة وبكميات تقدر بما يقرب من 10 تريليونات قدم مكعبة، ما دفعة الى بحث توصيل حقل الريشة بخط الغاز العربي وطوله 300 كيلومتر في خطوة تدعم التصدير بـ"الاتجاه العكسي"من الاردن باتجاه مصر، وهذا كله في حال صدقت الدراسات ومن باب الاستعداد فقط وفي حال وجد فعلا.
الواقع يقول بان الوزير صالح الخرابشة لم «يحسم قطعا» بان لدينا هذه الكميات وبانها ما زالت بـ «اطار الدراسة» التي ما زالت تتطلب وقتا لاثباتها واثبات مدى الجدوى من استخراجها ونوعيتها التجارية، ما يجعل من الحكم المسبق فيه نوع من «التفاؤل المفرط» الذي لربما قد يصدم بعدد من"العوامل الجغرافية"ونوعية الغاز، الامر الذي يتطلب منا الصبر والتفاؤل الحذر لحين التأكد بشكل عملي واعمق من الدراسات.
هناك مؤشرات ايجابية في حقل الريشة وتتضح بارتفاع كميات انتاج الغاز في حقل الريشة والتي تقدر بـ20 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي؛ 80% منها جاءت خلال الثلاث سنوات الماضية بعد ان قدم الدعم الكامل لشركة البترول الوطنية لزيادة قدرتها بعمليات التنقيب لحفر 8 آبار جديدة لتبلغ «القدرة الإنتاجية» للحقل من 30-32 مليون قدم مكعبة يوميا، وهذه مؤشرات ايجابية تدعو الى التفاؤل بالتأكيد.
خلاصة القول، انتظار النتائج النهائية والاجراءات العملية لاثبات وجود الغاز بكميات تجارية امر ضروري ومهم، وخاصة اننا صدمنا كثيرا من دراسات اثبتت وجود النفط والغاز هنا وهناك غير ان «عمليات التنقيب» كانت سرعان ما تصدم بنتائج تعاكس تماما مجريات كل التوقعات والدراسات.. التفاؤل مطلوب والانتظار مهم جدا لكي نحكم على ما لدينا وما ليس لدينا.. فلنبقى محكومين بالامل بعيدا عن الافراط بالتفاؤل فقط.