مدار الساعة - كتب : أمجد المجالي - شكل طلوع البلاستيك، وهنا نعني احدى الطرقات المقابلة للمدينة الرياضية والمدرجة ضمن تنظيم الشميساني، أهزوجة للفرح والتباهي والافتخار للأجيال التي تعاقبت على حب وعشق الفيصلي، النادي والبيت والمؤسسة والمنارة الوطنية.
عندما كان الزعيم ينثر فنونه وسحره الآخاذ، فوق أرضية ستاد عمان، فان المارة حول المدينة الرياضية، مشيا على الأقدام وبالسيارات يسمعون هدير المشجعين الذي كان يضرب صداه جدار النادي القريب من الملعب وفي أول طلوع البلاستيك، حيث تهتز الجدران بما يؤدي الى فتح أبواب الخزانة الخشبية ايذانا باستقبال ضيف جديد، كأس ولقب ينضم الى حشد الرفاق الذي تعج بهم خزانة المجد والتميز والتاريخ .. خزانة الكؤوس.
كالعادة، الفيصلي يتوج بلقب جديد ورنين الهاتف لا يهدأ وكأن الرقم المتربع في ذاكرة الفخر والعز 065664776، ويتناوب أبو وحيد وصبحي على زف البشارة للجماهير على امتداد الوطن.
ينطلق الجمهور من بوابات الملعب بزفة الفرح التي كانت اعتيادية نحو مقر النادي، والهتافات يتردد صداها في فضاء طريق الزفة، وفي مشهد أضحى طبيعيا حتى للجيران والمقيمين بجانب مقر الزعيم، ويستقبل النجوم باستقبال الابطال وتعقد حلقات الدبكة وسط أهازيج وطنية ترسخ قيمة ومكانة نادي الوطن.
تمضي السنوات ولا جديد يذكر، فالفيصلي يحلق عربيا واسيويا، وعندنا كان يرن هاتفي حيث والدتي الغالية وبعد أن تطمئن على احوالي، تقول : الفيصلي بيضوا الوجه في المباراة الاخيرة، ووالدي رحمه الله كان يردد دوما: هذا الفيصلي سيبقى يفرد جناحيه في العالي لكن اعلم انه في اوقات محددة يضطر الى الهبوط قليلا لاعادة التكيف عبر الطيران اعلى مما كان، لانه انشودة فرح وزاد الفخر والشموخ.
فجأة وبحكم ظروف طارئة، وسامح الله من كان السبب، يأتي القرار الصعب بطرح مقر النادي للبيع، وهنا دفن تاريخ ذكريات طلوع البلاستيك وما تعنيه من مفردات ودلالات عميقة التصقت في الذاكرة.
وفي مرحلة انتقالية انحصر المقر في الطابق الثاني لمجمع النادي، وطبعا بعيدا عن طلوع البلاستيك حيث الذكريات والحدث والمشهد، وعن صدى حناجر جماهير ملأت الفضاء بهدير امتد لاكثر من سبعة عقود.
بين طلوع البلاستيك والمحطة الانتقالية تم الاستقرار على هتاف طريق المطار، حيث المستقر الجديد، ورغم ما تحقق من انجازات عنترية فأن لا المكان هو ذاته ولا الارض هي ذات الارض ولا الجدران الشاهدة على حبات عرق نجوم تعاقبوا على حمل راية الانجاز والفرح والانتصار هي ذاتها،، ذلك ان بين طلوع البلاستيك حيث الشماغ المهذب وعباءة الشيخ من جهة، وطريق المطار حيث "الكاجول" والكشخة، من جهةٍ اخرى، مسافة طويلة من الشخوص الذين يدركون قيمة وحجم ومكانة الفيصلي، وماذا يعني انك رئيس النادي او عضو ادارة، والفريق وتاريخه يترنح، ما يؤكد أن المسافة الكبيرة بينهما كفيلة بأن تفسر الفرق بين رجال طلوع البلاستيك وطارئي طريق المطار .. ولك الله يا فيصلي ..