مدار الساعة - قدم البروفيسور محمد الفرجات والمهندس رائد الصعوب عبر مجموعة منتدى الابتكار والتنمية رؤية لدمج العقبة الاقتصدية الخاصة ومنطقة وادي عربة، مشيرين إلى أن الظروف السياسية باتت تفرض على الأردن تعزيز منعة الجبهة الداخلية إقتصاديا، والتوجه نحو الاكتفاء الذاتي، والتحول بالشعب تدريجيا من مستهلك إلى منتج، ليعمل في زراعة غذائه وتصنيع إحتياجاته ما أمكن، مما يعزز فرص العمل ويخفف من تحديات الفقر، ويساهم بالحد من الاعتماد على القروض والمنح، ويرفع الناتج القومي الاجمالي.
كما وأشار الفرجات والصعوب إلى أن ظروف التغير المناخي الصعبة تفرض التوجه للانتاج الذكي مناخيا، وتعزيز مشاريع الاقتصاد الأخضر من ناحية أخرى.
وبين القائمان على المنتدى الفرجات والصعوب، أنه وفي ضوء سعي الأردن لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز النمو الاقتصادي المتوازن، يأتي مقترح دراسة مشروع "إقليم العقبة/وادي عربة - كبوابة للتقدم والتكامل الاقتصادي الأردني"، وذلك عبر خارطة طريق طموحة تسعى لإعادة تعريف إمكانيات وادي عربة وتقديمه كنموذج مثالي للتكامل بين القطاعات المختلفة.
تم إعداد الدراسة بالتعاون بين الأستاذ الدكتور محمد الفرجات والمهندس رائد الصعوب، بهدف تحويل هذه المنطقة الواعدة إلى محور اقتصادي متنوع يشمل قطاعات الصناعة، والزراعة، والسياحة، مع الالتزام بالحفاظ على البيئة وتعزيز رفاهية المجتمع المحلي.
تتناول الدراسة أبعادًا متعددة تشمل الرؤية الاستراتيجية، التخطيط الجغرافي، البنية التحتية، والمشاريع الاقتصادية المستهدفة، وتقديم حلول خضراء ومبتكرة لتمكين المجتمع المحلي وتوفير فرص العمل على المستوى الوطني.
ويضيف الفرجات والصعوب بأن نقاط القوة والفرص في مشروعي العقبة الاقتصادية الخاصة وتطوير وادي عربة، وحيث أنهما جغرافيا يشكلان إمتداد طبيعي لبعضهما البعض، يمكن أن تتضاعف عدة مرات عند دمج قانونيهما، لتعود بالنفع على المملكة وإقتصادها.
الدراسة:
المحتويات
1. المقدمة
2. رؤية المشروع وأهدافه الاستراتيجية
3. التحليل الجغرافي والاستراتيجي للإقليم
4. البنية التحتية المقترحة
o الطرق ووسائل النقل
o المرافق العامة والخدمات
o شبكات الطاقة المتجددة
5. المشاريع الاقتصادية المقترحة
o القطاعات الصناعية
o القطاعات الزراعية
o قطاع السياحة
6. تطوير المدن الذكية والمستدامة
o مفهوم المدن الذكية
o التخطيط الحضري المستدام
7. الاستدامة البيئية وحماية الموارد الطبيعية
o إدارة الموارد المائية
o الحفاظ على التنوع البيولوجي
8. تمكين المجتمع المحلي والتنمية البشرية
o التعليم والتدريب المهني
o الخدمات الصحية والاجتماعية
9. التقييم الاقتصادي والجدوى المالية
o تقدير التكلفة الإجمالية للمشروع
o مصادر التمويل المحتملة
o العائد الاقتصادي المتوقع
10. التحديات والمخاطر المحتملة وسبل التعامل معها
11. خطة التنفيذ والجدول الزمني المقترح
12. الخاتمة والتوصيات
1. المقدمة
تعتبر منطقة وادي عربة من المناطق الغنية بالإمكانات الطبيعية والاقتصادية التي لم تستغل بشكل كامل حتى الآن. تقع هذه المنطقة في قلب الجنوب الأردني، وتمتد على مساحة واسعة تتميز بتنوع تضاريسي ومناخي فريد، مما يجعلها منطقة مثالية لتطوير مشاريع تنموية متعددة القطاعات.
تهدف هذه الدراسة التفصيلية إلى تقديم رؤية شاملة لتطوير "إقليم العقبة/وادي عربة"، بحيث يصبح بوابة التقدم والتكامل في الأردن، من خلال استغلال الموارد المتاحة وتعزيز التكامل بين القطاعات الاقتصادية المختلفة، مع التركيز على الاستدامة البيئية وتمكين المجتمع المحلي.
2. رؤية المشروع وأهدافه الاستراتيجية
رؤية المشروع
تحويل منطقة وادي عربة إلى إقليم متكامل ومزدهر، يجمع بين التطور الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ويساهم بحل تحديات الفقر والبطالة في المملكة، حيث يتوقع منه أن يستقطب الكفاءات والعمالة الأردنية والمستثمرين، ويعزز إنشاء مجتمعات وقرى صناعية ومجتمعات وقرى زراعية ومجتمعات وقرى سياحية، ومجتمعات وقرى مشاريع توليد الطاقة ومشاريع تحلية المياه، تستقطب الباحثين عن العمل من ذوي الخبرات والكفاءات من شتى محافظات المملكة، وتوفر لهم ولأسرهم السكن الملائم والخدمات، ليكون نموذجًا يحتذى به في التنمية المستدامة والتكامل الوطني.
الأهداف الاستراتيجية
1. تعزيز النمو الاقتصادي المتوازن: من خلال تطوير قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات اللوجستية.
2. تحسين جودة الحياة للسكان المحليين: عبر توفير خدمات التعليم والصحة والإسكان والبنية التحتية الحديثة.
3. تحقيق الاستدامة البيئية: من خلال تبني ممارسات صديقة للبيئة في جميع جوانب التنمية.
4. تعزيز التكامل الوطني: بربط الإقليم بباقي مناطق الأردن عبر شبكات النقل والمواصلات.
5. توفير فرص عمل مستدامة: من خلال إنشاء مشاريع تنموية توفر وظائف متنوعة وتحد من البطالة.
3. التحليل الجغرافي والاستراتيجي للإقليم
الموقع الجغرافي
يقع إقليم وادي عربة بين البحر الميت شمالًا وخليج العقبة جنوبًا، ويمتد على مساحة تقدر بحوالي 2000 كيلو متر مربع. يحده من الشرق المرتفعات الجبلية ومن الغرب الحدود الأردنية الفلسطينية.
الأهمية الاستراتيجية
• التنوع المناخي والتضاريسي: يوفر فرصًا للزراعة المتنوعة والسياحة البيئية.
• القرب من المطار والموانئ البحرية: مطار الملك حسين الدولي بالعقبة وموانيء العقبة، مما يسهل عمليات التصدير والاستيراد للمننجات والمواد الخام.
• الموارد الطبيعية: كالمعادن والأراضي الزراعية والمياه الجوفية.
4. البنية التحتية المقترحة
4.1 الطرق ووسائل النقل
الطرق البرية
• تطوير شبكة طرق حديثة: تشمل إنشاء طرق سريعة مزدوجة تربط بين العقبة والبحر الميت، مع وصلات فرعية للمدن والقرى المجاورة.
• تطوير نقاط التفتيش والمنافذ الحدودية: لتحسين حركة البضائع والأفراد.
الخط الحديدي
• إنشاء خط سكة حديد مزدوج: يربط بين العقبة ومنطقة البحر الميت، مرورًا بالمناطق الصناعية والتجارية.
• محطات شحن حديثة: مجهزة بأحدث التقنيات لتسهيل عمليات الشحن والنقل.
4.2 المرافق العامة والخدمات
مطار الملك الحسين الدولي
• توسعة المطار الحالي: لزيادة قدرته الاستيعابية للركاب والبضائع.
• إنشاء منطقة حرة لوجستية: بجوار المطار لخدمة الشركات والمصانع.
المياه والصرف الصحي
• محطات تحلية المياه: بطاقة إنتاجية عالية لتلبية احتياجات السكان والزراعة والصناعة.
• شبكات صرف صحي متطورة: مع محطات معالجة لإعادة استخدام المياه في الري.
4.3 شبكات الطاقة المتجددة
• محطات طاقة شمسية: بقدرة إنتاجية تلبي احتياجات الإقليم وتصدر الفائض للشبكة الوطنية.
• محطات طاقة الرياح: في المناطق المناسبة جغرافيًا.
• شبكات ذكية لإدارة الطاقة: تضمن كفاءة الاستخدام وتقلل من الفاقد.
5. المشاريع الاقتصادية المقترحة
5.1 القطاعات الصناعية
الصناعات التعدينية والتحويلية
• مصانع لإنتاج الأسمدة: باستخدام الفوسفات والبوتاس المتوفرين في المنطقة أو قربها.
• صناعات كيميائية وبتروكيميائية: تستفيد من المواد الخام المتاحة.
الصناعات الغذائية
• مصانع تعبئة وتغليف المنتجات الزراعية: مثل التمور والخضروات والفواكه.
• صناعات الألبان والأجبان: اعتمادًا على تنمية الثروة الحيوانية.
5.2 القطاعات الزراعية
تقنيات الزراعة الحديثة
• الزراعة المحمية (البيوت الزجاجية): لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المحاصيل.
• أنظمة الري الذكية: لتوفير المياه وتحسين كفاءة الري.
المحاصيل الاستراتيجية
• التمور عالية الجودة: تطوير مزارع نخيل باستخدام أصناف ذات قيمة سوقية عالية.
• المنتجات الزراعية الموسمية: لاستهداف الأسواق المحلية والعالمية.
5.3 قطاع السياحة
السياحة البيئية والثقافية
• تطوير مواقع أثرية وتراثية: مثل مناطق الأنباط والرومان.
• إنشاء متاحف ومراكز ثقافية: تعكس تاريخ وتراث المنطقة.
السياحة الترفيهية
• قرى سياحية تراثية.
• مراكز للمغامرات والرياضات الصحراوية: مثل التزلج على الرمال ورحلات السفاري.
6. تطوير المدن الذكية والمستدامة
6.1 مفهوم المدن الذكية
المدن الذكية هي تلك التي تستخدم التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة، وتحسين كفاءة الخدمات، وتعزيز الاستدامة. ستتضمن المدن المقترحة في الإقليم:
• شبكات اتصالات متطورة: توفر خدمات الإنترنت عالي السرعة لجميع السكان.
• أنظمة إدارة مرافق ذكية: لمراقبة وإدارة الطاقة والمياه والنفايات.
6.2 التخطيط الحضري المستدام
• تصميم أحياء سكنية مستدامة: توفر مساحات خضراء ومرافق مجتمعية.
• تشجيع وسائل النقل العام والصديق للبيئة: مثل الحافلات الكهربائية ومسارات الدراجات.
7. الاستدامة البيئية وحماية الموارد الطبيعية
7.1 إدارة الموارد المائية
• حصاد مياه الأمطار: عبر إنشاء سدود وخزانات لتخزين المياه.
• إعادة استخدام المياه المعالجة: في الري والأغراض الصناعية.
7.2 الحفاظ على التنوع البيولوجي
• إنشاء محميات طبيعية: لحماية الأنواع النباتية والحيوانية المهددة.
• برامج توعية بيئية: لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.
8. تمكين المجتمع المحلي والتنمية البشرية
8.1 التعليم والتدريب المهني
• إنشاء مدارس وجامعات تقنية: توفر تعليمًا عالي الجودة في مجالات التكنولوجيا والهندسة.
• برامج تدريبية بالتعاون مع القطاع الخاص: لتأهيل الكوادر المحلية.
8.2 الخدمات الصحية والاجتماعية
• مستشفيات ومراكز صحية متخصصة: تقدم خدمات طبية عالية المستوى.
• برامج دعم اجتماعي: تشمل الإسكان الميسر وخدمات رعاية الأطفال.
9. التقييم الاقتصادي والجدوى المالية
9.1 تقدير التكلفة الإجمالية للمشروع
• تكلفة البنية التحتية: الطرق، المرافق، الطاقة.
• تكلفة المشاريع الاقتصادية: المصانع، المزارع، المرافق السياحية.
• تكلفة الخدمات الاجتماعية: التعليم، الصحة، الإسكان.
9.2 مصادر التمويل المحتملة
• الاستثمار الحكومي: من خلال الميزانية العامة والصناديق التنموية.
• الشراكات مع القطاع الخاص: عبر عقود الشراكة بين القطاعين العام والخاص (PPP).
• الاستثمارات الأجنبية المباشرة: جذب المستثمرين من الخارج، ويمكن مبادلة جزء من الديون وأقامة مشاريع إقتصادية خضراء، أمام مسؤولية الدول الدائنة (الصتاعبة خاصة) للحد من البصمة الكربونية وخفض إنبعاثات غازات الدفيئة.
9.3 العائد الاقتصادي المتوقع
• زيادة الناتج المحلي الإجمالي: من خلال تنمية القطاعات المختلفة.
• تحقيق فرص عمل جديدة: وتقليل معدلات البطالة.
• تحسين ميزان المدفوعات: عبر زيادة الصادرات وتقليل الواردات.
10. التحديات والمخاطر المحتملة وسبل التعامل معها
التحديات
• نقص التمويل الكافي: قد يؤثر على تنفيذ المشاريع.
• المخاطر البيئية: كالتصحر ونقص المياه.
• المقاومة المجتمعية للتغيير: بسبب التحفظات الثقافية أو الاجتماعية.
سبل التعامل
• تنويع مصادر التمويل: من خلال التعاون الدولي والمنح.
• تبني تقنيات حديثة لإدارة الموارد: خاصة في مجال المياه.
• برامج توعية ومشاركة مجتمعية: لضمان قبول السكان المحليين للمشاريع، مع الحفاظ على حقوقهم ومكاسبهم من العملية التنموية.
11. خطة التنفيذ والجدول الزمني المقترح
المرحلة الأولى (0-2 سنوات)
• تخطيط البنية التحتية الأساسية: وإجراء الدراسات التفصيلية.
• بدء تنفيذ مشاريع الطرق والمرافق العامة.
المرحلة الثانية (3-5 سنوات)
• إنشاء المناطق الصناعية والزراعية الأولى.
• تطوير المدن الذكية وبدء برامج التعليم والتدريب.
المرحلة الثالثة (6-10 سنوات)
• اكتمال البنية التحتية الأساسية.
• توسيع المشاريع الاقتصادية وزيادة الاستثمارات.
• تحقيق النمو الاقتصادي المستهدف وبدء جني العوائد.
12. الخاتمة والتوصيات
تمثل هذه الدراسة خارطة طريق شاملة لتطوير "إقليم وادي عربة" كمنطقة نموذجية للتنمية المتكاملة في الأردن، وذلك من خلال التركيز على الاستغلال الأمثل للموارد، وتعزيز التكامل بين القطاعات، والاهتمام بالاستدامة البيئية والاجتماعية، يمكن للإقليم أن يصبح محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة للسكان.
التوصيات:
• تشكيل لجنة وطنية عليا: للإشراف على تنفيذ المشروع وتنسيق الجهود بين الجهات المعنية.
• إشراك المجتمع المحلي: في مراحل التخطيط والتنفيذ لضمان التوافق والتعاون.
• البحث عن شراكات دولية: للاستفادة من الخبرات العالمية في مجال التنمية المستدامة.