صمد الاردن عندما كان محاطا باعداء وخصوم كثر وبعدد قليل من الاصدقاء، فما هو وضعه اليوم بعد مئة سنة مضت على وجوده.
اظن ان نغمة صمود الاردن ووجوده قد مضت واظن ان الحديث عن المستقبل بات اكثر رسوخا وتجذرا.
نعم التحديات كثيرة لكن عوامل وروافع مواجهتها اكبر واكثر قوة ومنعة، لندع كثير من الكيانات من حولنا وفي العالم تتحدث عن معاركها في الوجود وفي الاستمرارية وفي الصمود ودعونا نحن نستشرف افاقا جديدة فيها فسحا من الامل واليقين.
كثير من المحللين في العالم سبق وان عددوا العوامل التي جعلـت الأردن يصمد ويستمر بالرغم من الظروف السياسية والجغرافية والديمغرافية غير المواتية والتقلبـات العربية والدولية المحملة بالأخطار.
كان ذلك عندما كان هذا البلد في منتصف دائرة الخطر فماذا عساهم يقولون اليوم وهو في منتصف دائرة التاثير والقرار وفي الافق سفينة تمخر امواجا عاتية لا تنال منها بل انها تمتلك من العوامل ما يجعلها دائما تصل الى موانيء تختارها هي من دون عائق ولا قلق.
حكمة ملوك الأردن متوارثة ابتداء من الملك المؤسس عبد الله ومروراً بالملك الباني الحسين، ونحن اليوم في ظل عبدالله الثاني الممكن من » جذر التمكين ».
الأردن لم يكن يوماً مسرحاً لاحداث تفرض عليه وان حدث كان دائما يتولى دفتها وقيادتها وادارتها، عوامل كثيرة موضوعية مكنت الاردن من اجتياز ١٠٠؟ سنة من عمره مستقرا يلعب ادوارا فاعلة ومؤثرة تكون غالبا لصالحه.
الاردن الذي قام على اكتاف نخبة سياسية متفاهمة، هم رجال الملك وكلنا رجاله وعترته نثق به ونمضي خلف رؤيته ولا مره انحرفت ولا مرة لم تكن في صالحنا ولا مرة الا وكانت صلبة ومكينة.
في الاردن قاعدة شعبية كبيرة تقف خلف النظام وتثق به في ولاء يتجاوز الشعارات وعندما يراد لها ان تميز بين الخط الابيض والخط الاسود هي لا تقف في المنتصف ودائما ما كانت تختار خط الملك الذي ياخذها الى الضوء في نهاية كل نفق قاعدة للنظام لها مصلحة في الحفاظ على الوضع المستقر ولها مصلحة وتشابك ايجابي مع النظام.
في الاردن قوات مسلحة ظل اسمها الجيش العربي حتى مع انقسام العرب وتشتتهم وتخاصمه وفيه أجهزة أمنية، تقرأ بدقة تفاصيل المشهد وتتاهب له.
في الاردن تنوع وتعددية فكرية وديمغرافية لا طائفية ولا عنصرية فيها وسيكون لهذه التعددية كلما تعمقت وازدادت دورها المؤثر في النهضة وفي التنمية وفي النجاح وفي البناء وفي مستقبل هذا البلد
الاردن لا يخشى التعددية ولا يخشى مخاطرها بل يعظم فوائدها تحت ظل القانون وفي رحاب الدولة المدنية فيها من التجانس المثير والخلاق ما يجمع ولا يفرق بلا استقطابات مذهبية او عرقية.
الاردن في موقع مركزي جغرافيا وسياسيا رغم كل ما يقال هو دولة محورية مهمة للاستقرار الإقليمي، يثير اهتمام القوى الدولية التي تحرص على دعمه وتعزيز استقراره كضرورة استراتيجية وميزة.
الحديث عن الاردن يجب ان يتجاوز سؤال الوجود والاستمرارية الى رسم المستقبل والقدرة على امتصاص الصدمات واستيعاب المتغيرات الطارئة وتحويلها الى فرص تاخذنا الى افق اوسع يستصغر المخاوف ويحيدها ويذيبها.
هذا بلد ناجز افاقه رحبة وامتداده اوسع وحذره اكثر رسوخا.
qadmaniisam@yahoo.com