مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون الدولية - لم يتبق سوى اقل من 24 ساعة على انتخابات القرن. الناخب الامريكي سينتخب الخل أو الخردل في الانتخابات الاكثر إثارة للجدل بين المرشحين والناخبين معا.
لهذا ليس غريباً ان يصنف أمريكيون هذه الانتخابات بأنها الاكثر اهمية واثارة داخلياً وخارجياً منذ الحرب الأهلية سنة 1864م.
عربيا لا نتحدث عن الافضل لنا، بل عن السيئ والأسوأ. في الحقيقة الجدل يقع في العالم العربي حول من هو اسوأ من صاحبه، دونالد ترامب ام كاميلا هاريس.
لهذا الخامس من الشهر الحالي سيشهد اتساع حفرة عميقة أو ردمها في التاريخ الامريكي اولا والعالمي ثانيا. وليس غريبا ان يقال بعد مئة عام ان هذا اليوم كان ولادة عسيرة لنظام عالمي جديد طردت فيه امريكا نفسها بالقوة من السيطرة شبه الكاملة على العالم.
لقد فرش ترامب قبل الانتخابات لنفسه مشروعه الخاص في حال لم يفز،هو قال ببساطة ان نتائج الانتخابات الرئاسية ستكون بين مرشحين: ترامب وترامب والا لن تسلم امريكا، وستزول اسرائيل وستقع البشرية في حرب عالمية مدمرة.
المرشح الرئاسي السابق دونالد ترمب الذي خسر أمام منافسه الرئيس الحالي جو بايدن سنة ٢٠٢٠ وبقي سنوات بعدها يعترض على النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأمريكية ولم يقر بالهزيمة امام بايدن واعتبر ان الرئاسة قد سرقت منه والى كتابة هذه السطور لايزال دونالد جي ترامب يدافع عن روايته بسرقة الانتخابات الرئاسية، معربا عن اعتقاده ان السبب في عدم فوزه هو انها قد تسرق منه مرة اخرى، لهذا أعلنت السلطات الاميركية عن انتشار الحرس الوطني الأمريكي في شوارع المدن الأمريكية في ظاهرة لم تشهدها الولايات المتحدة الاميركية من قبل.
الصحيفة الأوسع انتشاراً واشنطن بوست كتبت في صفحتها الاولى "أزرار الذعر والطائرات بدون طيار والقناصة لحماية الانتخابات عالية المخاطر".
الإقبال الواضح والكبير على التصويت الذي تشهده المدن الأمريكية من خلال صناديق البريد دليل كبير على الطحن بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
لقد صوت اكثر من ٧٠ مليون أمريكي عبر صناديق البريد ويتوقع ان يصوّت اكثر من ١٨٠ مليون ناخب في المجمل وستكون الأكثر اثارة على الإطلاق، فقد صوت ١٥٥ مليون ناخب في الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٠ وكانت الأكثر على الإطلاق في الانتخابات الأمريكية.
المرشحان العدوان في طرحهما وبرنامجهما الانتخابي في كل شيء من الاقتصاد والهجرة والحدود والإجهاض وغيرها، لا يتفقان إلا على بند واحد: الحفاظ على اسرائيل وأمنها، كيف نساعد القتلة على مواصلة القتل؟ هذا ما يتفق عليه المرشحان.
ربما سيكون اكثر صعوبة في الكشف كالعادة عن النتائج ومن سيسكن البيت الابيض في اليوم التالي، الخوف واضح على شاشات التلفزة الأمريكية ان تعود أحداث السادس من يناير ٢٠٢١ باحتلال مبنى الكابيتول هيل من قبل مناصري ترامب والتي أدت إلى ما يسمى بالفتنه التي قادت الى محاكمة الرئيس ترامب عن مشاركته بما يسمى بالفتنة، الخوف الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية والذي يراقبه العالم الخارجي ويلتقط انفاسه على نظرية الصحفي الراحل الكبير كريستوفر ديكي أنه إذا اصاب الرشح امريكا فان العلم كله سيصاب بالإنفلونزا.
خارجياً، هناك حروب أشعلت في العالم وكان الولايات المتحدة الأميركية تعلن وقوفها من دون حياء او مواربه مع جهه ضد الاخرى، بدأت حرب أوكرانيا مع الدب النووي الروسي والذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والناتو الوقوف مالياً وعسكريا مع أوكرانيا وفرض جميع ما تيسر من عقوبات على روسيا، والحرب الروسية الاوكرانية بالمختصر لها وجه نظر روسية بإبعاد الناتو عن الحدود الروسية اما وجهة نظر امريكا كما كشف الكاتب بوب وودوود في كتابه الاخير "ألحرب" ان بايدن كان يقول ان روسيا تريد ابتلاع دوله اوكرانيا في يوم وليلة،اما الحروب الاخرى والتي لا تحتاج إلى استفسار فهي منطقة الشرق الاوسط، بعد احداث السابع من اكتوبر استعرت المنطقة، اصبح هنالك اكثر من حرب مع إسرائيل من غزه الى لبنان إلى اليمن إلى العراق إلى سوريا إلى الصدام الاقليمي والكبير مع ايران، الولايات المتحدة الامريكية عبر مبعوثيها لم تحاول جديا إلى إطفاء نيران مشتعلة قادها كما يزعم خليفه النبي داوود رئيس وزراء اسرائيل بيبي نتنياهو بل على العكس من ذلك كان هنالك جسر جوي امريكي بالدعم العسكري من قنابل ذكيه إلى صواريخ غبيه راح ضحيتها عشرات الالاف في غزه ولبنان، ينتظر شعوب الشرق الاوسط بفارغ الصبر الى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ببصيص امل لوقف اله الحرب الاسرائيليه المدعومة مالياً وعسكرياً من الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد اقل من 48 ساعة سيكون هناك رئيساً يفترض ليس فقط للولايات المتحدة الاميركية بل للعالم أجمع بحاجة إلى ضبط ساعته إلى عهد ما قبل الحروب والقتل والدمار إن بقي ضمير إنساني يتعاطف مع أشلاء اطفال لم ينعموا باقل الحقوق مما أقرته منظمات دولية ،ساعات قليلة صعبة على العالم افتراضيا سنرى من سيقود العالم وفي أي اتجاه ستتلاطمه أمواج المحيط الهادئ، كيف ستقود امريكا نفسها والعالم الى هاوية اكبر ام الى السلام والأمل والحرية والمساواة شعار مارتن لوثر كينغ الذي للاسف تتجاهله الادارة الأمريكية فيما يخص طفلهم المدلل اسرائيل على حساب حتى اعز أصدقائها في المنطقة.