مدار الساعة -بعد كل صخب المعارك يعود المقاتل الى منزله، فيشعر بأن شيئاً ما تركه خلفه في ساحات المعارك، ولا يعرف ما هو.
السياسي العتيق خليل عطية المقاتل المخضرم الذي اعتاد على عدم اطفاء انوار غرفة نومه حتى ساعة متأخرة من اليوم لكثرة التزاماته يقع اليوم في ورطة الهدوء بعد عقدين من الصخب. فما الذي يقوم به هذا المقاتل هذه الايام؟
عطية لم يترشّح للانتخابات البرلمانية ونأى عن الأضواء قليلا. فهل تركها حقا؟
بصمة عميقة تركها عطية في القبة. تحتها وحولها. وتاريخ كتبه في وجدان الاردنيين. وخليل عطية من السياسيين القلائل الذين تركوا منصبهم من دون ندوب.
في الثامن عشر من الشهر الجاري، لن يستضيف الكرسي صاحبه. حتى اروقة المجلس ستفتقد خليل عطية. مجدداً ما الذي يفعله صاحبنا اليوم؟
عندما أرادت مدار الساعة أن تطرح عليه السؤال استأذن ان نعود له غدا. كأن مثل خليل عطية لا يدركه الهدوء البتة.
وعندما عدنا له اكتفى بثلاث كلمات فقط: "في الشركة متجلي".
عطية بالطبع لن يستطيع ان يجيب عن السؤال. ما الذي يقوله وهو رجل الاعمال وصاحب الباع في الساحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ثم من يجلس مطمئنا.