منذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ، برزت معه حملات التضليل الممنهجة وموجات متتالية من التهم والإشاعات التي تستهدف الأردن وتستنقص من مواقفه المشرفة اتجاه القضية الفلسطينية ، ومع تصاعد الأحداث في غزة، استمرت هذه الأصوات بالتشكيك في مواقف الأردن، وللأسف نجح اصحاب تلك الحملات في خلق التوترات في الرأي العام الاردني نتيجة الإشاعات المتكررة للأردن وقيادته، مما أثار التساؤلات حول موقف المملكة وعمق التزامها تجاه الشعب الفلسطيني.
تتعدد الإشاعات التي ظهرت وتوجهت نحو الأردن، حيث تروج بعض الأطراف أن الأردن يتخذ موقفاً حيادياً أو غير فعّال تجاه قضية غزة. وللأسف، تسهم هذه الادعاءات في زيادة التوتر الشعبي وإثارة الفتن. تهدف هذه الإشاعات إلى بث الفرقة والتأثير على الوحدة الوطنية.
كان للأردن الدور الأبرز في دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة منذ بدأ الحرب، وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية للتخفيف من معاناة أهالي القطاع. منذ اليوم الأول لتصاعد الأحداث، وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني بتسيير قوافل من المساعدات، وأوعز للجهات المعنية بفتح المستشفيات الأردنية لعلاج المصابين من اهالي القطاع. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل قامت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بدور بارز في تنسيق جهود الإغاثة من الدول العربية والغربية وامتدت هذه المساعدات لتشمل الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.
كما ساند الأردن الشعب الفلسطيني دبلوماسياً، حيث قام الملك عبدالله بتحركات دولية مكثفة لحشد الدعم للقضية الفلسطينية والتأكيد على ضرورة وقف الحرب الوحشية على غزة. شملت هذه التحركات اتصالات مع قادة العالم وحضور مؤتمرات دولية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين ومطالبهم العادلة، والتأكيد على موقف الأردن الثابت والداعم للشعب الفلسطيني.
كان للملك عبدالله الثاني خطابات واضحة وصريحة خلال هذه الأزمة، حيث أكد على وقوف الأردن الثابت مع الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والاستقلال. في أحد خطاباته، شدد الملك على أن "الأردن لن يتخلى عن دعمه للأشقاء في فلسطين، ولن يخذلهم أبداً في أي وقت". وأضاف أن المملكة الأردنية الهاشمية ستواصل دعمها للفلسطينيين، سواء على المستوى الإنساني أو السياسي، ولن تتوانى عن الدفاع عن القدس والأقصى، الذي يعتبر من الثوابت الأردنية التاريخية والدينية.
وما يشاع من محاولات لتشويه سمعة الأردن ما هي إلا حملات إعلامية تستهدف ضرب التماسك والوحدة الوطنية الاردنية ولكن الشعب الاردني يدرك جيداً عمق الروابط التي تجمعه مع الأشقاء الفلسطينيين والدور الذي تقوم به الأردن تجاه فلسطين.
في النهاية، لا يمكن إنكار دور الأردن الراسخ في دعم الشعب الفلسطيني، خصوصاً في أوقات الأزمات. تبقى المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، سنداً قوياً للفلسطينيين، رغم كل حملات التخوين والإشاعات.